سمعت ولا خطر على قلب بشر » .
عن أنس بن مالك قال : رأيت إِبراهيم ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يجود بنفسه فدمعت عينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : « العين تدمع ويحزن القلب ولا اقول إِلا ما يُرضي ربنا ؛ وإِنا بك يا إِبراهيم لمحزونون » (١) .
الدمع
إن غدة الدمع تفرز باستمرار فتطهر العين ، وترطبها ، وتعطيها بريقها الخاص ، ولكن اين المصرف ؟
إن هناك طريقاً خاصاً يصرِّف مفرز الدمع إلى الانف ، فإذا زادت الكمية طفح إلى الخارج كما يحدث في البكاء ( ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ) سورة المائدة الآية ٨٣ .
ونتساءل هنا ما علاقة التأثر والخشوع بالبكاء (٢) وإفراز هذه الغدة الدمعية ؟
إن النفس تحتاج إلى غسل وتطهير كأي عضو وما هذه الحالة إلا تطهيراً من الذنوب ، كما يطهر الدمع كرة العين .
إن حالة الخشوع والتأثر هي حالة وجدانية إنفعالية نتيجة معرفة روعة التصميم ، ودقة البناء ، وعظمة القدرة ، حيث تخطط يد الإرادة الحكيمة ، وتحوِّر ، وتنسق على كيفية مذهلة ، وينتقل هذا التأثير عبر اعصاب معينة فتدعو هذه الغدة إلى الإِفراز فتفرز الدمع الهتون ، حيث تصل النفس إلى مرحلة تعجز عن التعبير فيعبر البكاء ، وهذه الحالة النفسية الوجدانية هي حال العارفين الصالحين العلماء العاملين ( وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً ) سورة الاسراء الآية ١٠٩ .
______________________
(١) صحيح مسلم : ج ٤ ص ١٨٠٧ حديث ٢٣١٥ .
(٢) كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يصلى ولجوفه ازيز كأزير المرجل من البكاء .