« التحمض » بمهاجمة أجسامنا فيدفعها إِلى الشيخوخة (١) قبل الأوان . ووسيلتنا في مقاومة هذا العدو العنيد هو الإِكثار من تناول الفواكه وفي مقدمتها التفاح .
وفي رأينا انه لا بد من تناول ثلاث تفاحات يومياً لإِمكان التغلب على ازدياد الاحماض في الجسم بعد الأربعين .
وثمة اسيدوز آخر ، ولكنه موسمي ، والتفاح يستطيع إِبطال مفعوله ، وهذا الاسيدوز هو الاسيدوز الشتوى ، أو التوكسيكوز « التسمم الشتوى » وينجم بالدرجة الأُولى عن الإِكثار من تناول اللحوم والشحوم والمكسرات ( الجوز واللوز والكستناء ) والفواكه الجافة والحبوب والمآكل المركزة ، تلك المآكل التي يفرضها علينا فصل الشتاء وهذا الضرب من الطعام يشجع على ازدياد نسبة الأحماض في أجسامنا .
وليست المآكل هي المسؤولة الوحيدة عن ذلك ، إِذ لم يشترك معها النقص في استخدامنا لعضلاتنا بحيث ينتج نقص تزويد الجسم بالاوكسجين وبالتالي زيادة في المواد السامة التي لا يتوصل التعرف البطيء إلى تخليص الجسم منها ، وهذا ما يسبب التراخي أو التعب المفاجئ الذي نحس به في مطلع الربيع بعد ان نكون قد اجتزنا فصل الشتاء في الظروف المذكورة وهذا هو السبب أيضاً الذي يفسر الظاهرة التي تؤكدها الإِحصائيات وهي ارتفاع نسبة الوفيات (٢) في مطلع الربيع .
وذلك واضح لدى جميع الشعوب التي تتعاقب الفصول على بلدانها .
إذن فلنستفد إِلى أبعد حد خلال أشهر الشتاء ، من هذه الفاكهة الرائعة التي تركتها لنا الطبيعة بعد أن أخذت جميع فواكه الصيف والخريف .
______________________
(١)
وفي الجسم نفسٌ لا تَشيبُ بشَيْبِهِ |
|
وَلَوْ أَنّ ما في الوَجْهِ منهُ حِرابُ |
ديوان المتنبي ص ٣٧١
(٢) ( نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ ) : قسمناه عليكم ، وأَقّتنا موت كلّ بوقت معين . ( وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ) : بمغلوبين ( سورة الواقعة : الآية ٦٠ ) . ( الأَصفى : ج ٢ ص ١٢٥٧ ) .