فقال عمرو : إنه أفسدها بأمره في عثمان.
فقال برد : هل أمر أو قتل؟
قال : لا ، ولكنه آوي ومنع.
قال : فهل بايعه الناس عليها؟
قال : نعم.
قال : فما أخرجك من بيعته؟
قال : اتهامي إياه في عثمان (١).
قال له : وأنت أيضا قد اتهمت.
قال : صدقت ، فيها خرجت إلى فلسطين.
فرجع الفتي إلي قومه ، فقال : إنا أتينا قوما أخذنا الحجة عليهم من أفواههم ، علي على الحق فاتبعوه (٢).
__________________
راجع : وقائع الايام للخياباني ج ٣ ص ٤٧٤ ، إرشاد القلوب للديلمي ص ٢١٠ ، إلا أنه نسب هذه المقالة إل يبعض الفضلاء.
(١) نعم هكذا كل من اراد ان يقاتل أمير المؤمنين أو يشتمه أو يخرج عن طاعته ، تذرع بقميص عثمان ، فراحوا بهذا القميص يؤججون عليه نار الفتن والمحن ومن ذلك حرب الجمل وصفين وغيرهما.
قال مروان بن الحكم : ما كان احدا أدفع عن عثمان من علي ـ عليه السلام ـ فقيل له : مالكم تسبونه على المنابر؟ قال : إنه لا يستقيم لنا الامر إلا بذلك.
راجع الصواعق المحرقة ص ٥٥ ، ترجمة امير المؤمنين من تاريخ ابن عساكر ج ٣ ص ١٢٧ ح ١١٤٩ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٣ ص ٢٢٠.
نعم لا يستقيم لهم الامر الا بقتاله وشتمه؟! فالله قلب من يرزء بهذه المصائب ، فانا الله وأنا إليه راجعون ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، والعاقبة للمتقين.
(٢) الامامة والسياسة لابن قتيبة ج ١ ص ٩٧.