رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ هاد مهتد بشاهدة من الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ ، والمتمسك بغيرهم ضال مضل.
قال الناس : صدقت يا أبا جعفر.
وأما من حجة العقل : فإن الناس كلهم يستعبدون بطاعة العالم ووجدنا الأجماع قد وقع على علي ـ عليه السلام ـ أنه كان أعلم أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وكان جميع الناس يسألونه ويحتاجون إليه ، وكان علي ـ عليه السلام ـ مستغنيا عنهم (١) هذا من الشاهد والدليل عليه من القرآن قوله عز وجل (أفمن يهدي الى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدى إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون) (٢) فما اتفق يوم أحسن منه ودخل في هذا الأمر عالم كثير (٣).
__________________
ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم |
|
مذاهبهم في أبحر الغي والجهل |
ركبت على أسم الله في سفن النجا |
|
وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل |
وامسكت حبل الله وهو ولاؤهم |
|
كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل |
انظر : رشفة الصادي لابي بكر بن شهاب الدين الشافعي ص ١٥.
(١) قيل ـ للخليل بن احمد ـ ما الدليل على ان عليا ـ عليه السلام ـ امام الكل في الكل؟
قال : احتياج الكل إليه واستغناؤه عن الكل.
وقيل له : ما تقول في علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ؟
فقال : ما أقول في حق امرئ كتمت مناقبه اولياؤه خوفا واعداؤه حسدا ثم ظهر من بين الكتمانين ما ملأ الخافقين. (سفينة البحار ج ١ ، ص ٤٢٦)
(٢) سورة يونس : الاية ٣٥.
(٣) الاحتجاج للطبرسي ج ٢ ص ٣٧٨ ، بحار الانوار ج ٤٧ ص ٣٩٦ ح ١ ، ضحى الاسلام لأحمد امين ج ٣ ص ٢٧٠ ، الامام الصادق والمذاهب الاربعة ج ٢ ص ٧١.