عن زيد بن أرقم (١) أن عليا ـ عليه السلام ـ نشد الله في الرحبة من سمعه؟
فقال أبو حنيفة : أفلا ترون أنه قد جرى في ذلك خوض حتى نشد علي الناس لذلك؟
فقال الهيثم : فنحن نكذب عليا أو نرد قوله؟
فقال أبو حنيفة : ما نكذب عليا ولا نرد قولا قاله ، ولكنك تعلم أن الناس قد غلا فيهم قوم.
فقال الهيثم : يقوله رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ويخطب به ونشفق نحن منه ونتقيه لغلو غال أو قول قائل؟! ثم جاء من قطع الكلام بمسألة سأل عنها ... الحديث (٢).
__________________
أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، قال : فخرجت وكأن في نفسي شيئا ، فلقيت زيد بن أرقم فقلت له : إني سمعت عليا ـ رضي الله عنه تعالى ـ يقول : كذا وكذا قال : فما تنكر؟ قد سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يقول له ذلك.
وحكاه عن أحمد سندا ومتنا الحافظ الهيثمي في مجمعه ج ٩ ص ١٠٤ ، واخرجه النسائي في الخصائص ص ٨٤ ح ٧٦ ، والكنجي في كفايته ص ٥٠ ، وابن كثير في البداية ج ٥ ص ٢١١ ، والبد خشي في نزل الأبرار ص ٢٠ ، وابن الأثير في أسد الغابة ج ٥ ص ٢٧٦.
(١) وممن اخرجه عن زيد بن ارقم ، الهيثمي في مجمع الزاوئد ج ٩ ص ١٠٦ قال : نشد علي الناس فقال : أنشد الله رجلا سمع النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ يقول : من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه؟ فقام اثنا عشر رجلا بدريا فشهدوا بذلك وكنت فيمن كتم ، فذهب بصري.
وقريب منه في : ذخائر العقبى ص ٦٧ ، ابن كثير في البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٤٦.
وجاء في شرح النهج لابن ابي الحديد ج ٤ ص ٧٤ ، وروى أبو إسرائيل عن الحكم عن أبي سليمان المؤذن ، أن عليا ـ عليه السلام ـ نشد الناس من سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ، يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه! فشهد له قوم وأمسك زيد بن أرقم ، فلم يشهد ـ وكان يعلمها ـ فدعا علي ـ عليه السلام ـ عليه بذهاب البصر فعمي ، فكان يحدث الناس بالحديث بعد ما كف بصره.
(٢) امالي المفيد ص ٢٦ ح ٩ ، بحار الانوار ج ٤٧ ص ٤٠١.