إغراقه في ذكر فضائل أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ ومناقبه حتى تعلق بشاذ الحديث وأورد من الفضائل ما لا نسمع به إلا منه ، فما باله إن كنتم صادقين لم يذكر النص الجلي ولا اعتمده في شئ من مقاله وهو الأصل المعول عليه لو ثبت.
فقلت له : قد ذهب عنك أيها الشيخ مواضع مقاله في ذلك لعدولك عن العناية برواية شعر هذا الرجل ، ولو كنت ممن صرف همته إلى تصفح قصائده لعرفت ما ذهب عليك من ذلك ، وأسكنتك المعرفة به عن الاعتماد على ما اعتمدته من خلو شعره على ما وصفت في استدلالك بذلك ، وقد قال السيد إسماعيل بن محمد ـ رحمه الله ـ في قصيدته الرائية التي يقول في أولها :
ألا الحمد لله حمدا كثيرا |
|
ولي المحامد ربا غفورا |
حتى انتهى إلى قوله :
وفيهم علي وصي النبي |
|
بمحضرهم قد دعاه أميرا |
وكان الخصيص به في الحياة |
|
وصاهره واجتباه عشيرا (١). |
__________________
سنة ١٧٩. صاحب القصيدة المشهورة :
لأم عمرو باللوى مربع |
|
طامسة اعلامها بلقع |
من اصحاب الصادق ـ عليه السلام ـ ، ومن شعراء اهل البيت ـ عليهم السلام ـ المجا هرين ، حاله في الجلالة ظاهر ، ومجده باهر ، قال العلامة في حقه : ثقة جليل القدر عظيم الشأن والمنزلة ، وكان في بدء الأمر كيسانيا ثم إماميا ، وقيل له كيف تشيعت وأنت شامي حميري فقال : صبت علي الرحمة صبا فكنت كمؤمن آل فرعون ، وروي ان الصادق ـ عليه السلام ـ لقاه ، فقال : سمتك امك سيدا ووفقت في ذلك أنت سيد الشعراء ، وقيل ان له في اهل البيت ـ عليهم السلام ـ نحو الفين وثلاثمائة قصيدة. انظر ترجمته في تنقيح المقال للمامقاني ج ١ ص ١٤٢ ـ ١٤٤ ، سفينة البحار ج ١ ص ٣٣٥ ـ ٣٣٧.
(١) ديوان السيد الحميري ص ٢٢٤ ، رقم القصيدة : ٧٨ باختلاف في البيت الثاني والمذكور