الجنة والنار (١) ، والحال أنك تعلم أنه ـ عليه السلام ـ الصديق
__________________
للخوارزمي ص ٣٥٨ ح ٣٦٩ : عن جابر بن سمرة قال : قيل يارسول الله من يحمل رايتك يوم القيامة قال : من عسى أن يحملها إلا من حملها في الدنيا علي بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ.
(١) راجع : لسان الميزان ج ٣ ص ٢٤٧ ، مناقب ابن المغازلي ص ٦٧ ح ٩٧ ، الفردوس ج ٣ ص ٦٤ ح ٤١٨ ، بحار الأنوار ج ٣٨ ص ٩٥ ح ١١.
وقد جاء في فرائد السمطين ج ١ ص ٣٢٦ ح ٢٥٤ عن علي ـ عليه السلام ـ قال : أنا قسيم النار إذا كان يوم القيامة قلت : هذا لك وهذا لي.
قوله ـ عليه السلام ـ : (أنا قسيم النار) أي مقاسمها ومساهمها يعني أصحابه على شطرين مهتدون وضالون فكأنه قاسم النار إياهم فشطر لها وشطر معه في الجنة ، فالذين هم ضالون في نار الجحيم ، والذين هم مهتدون مهتدون إلى جناب جنات النعيم. ولله در القائل في مدحه ـ عليه السلام ـ وقد بلغ فيه غاية الكمال والتمام :
علي حبه جنة |
|
قسيم النار والجنة |
وصي المصطفى حقا |
|
إمام الأنس والجنة |
وقال ابن أبي الحديد ـ في شرح النهج ج ١٩ ص ١٣٩ ـ : ومنها قوله ـ عليه السلام : أنا قسيم النار ، قال ابن قتيبة : أراد أن الناس فريقان! فريق معي فهم على هدى ، وفريق علي فهم على ضلالة ، كالخوارج ، ولم يجسر ابن قتيبة أن يقول : وكأهل الشام ، يتورع يزعم ، ثم إن الله أنطقه بما تورع عن ذكره ، فقال متمما للكلام بقوله : فأنا قسيم النار ، نصف في الجنة معي ، ونصف في النار ، قال : وقسيم في معنى مقاسم ، مثل جليس وأكيل وشريب. قلت : قد ذكر أبو عبيد الهروي هذه الكلمة في الجمع بين الفريقين ، قال : وقال قوم إنه لم يرد ما ذكره ، وإنما أراد : هو قسيم النار والجنة يوم القيامة حقيقة ، يقسم الأمة ، فيقول : هذا للجنة ، وهذا للنار.
وقد جاء هذا المعنى في الأبيات المشهورة المنسوبة إليه ـ عليه السلام ـ :
ياحار همدان من يمت يرني |
|
من مؤمن أو منافق قبلا |
يعرفني شخصه وأعرفه |
|
بعينه واسمه وما فعلا |
وأنت يا حار إن تمت ترني |
|
فلا تخف عثرة ولا زللا |
أسقيك من بارد على ظمأ |
|
تخاله في الحلاوة العسلا |
أقول للنار حين تعرض في ال |
|
حشر ذريه لا تقربي الرجلا |
ذريه لا تقربيه إن له |
|
حبلا بحبل الوصي متصلا |
شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج ١ ص ٢٩٩.