الكركي (١) ـ في أوائل إجازته (٢) للسيد شريف بن السيد جمال الدين نور الله ابن شمس الدين محمد شاه الحسيني التستري ، إذ الظاهر أنه قد أخذها من ذينك البيتين في كلامه ـ عليه السلام ـ في تلك المحاكمة ، فتأمل والذي أورده في تلك الأجازة هكذا :
يقولون لي فضل عليا عليهم |
|
فلست أقول التبر أعلى من الحصا |
إذا أنا فضلت الأمام عليهم |
|
أكن بالذي فضلته متنقصا |
ألم ترأن السيف يزرى بحده |
|
مقالة هذا السيف أمضى من العصا (٣) |
__________________
(١) هو : الفقيه قدوة المحققين الشيخ الجليل نور الدين أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد العالي العاملي الكركي واشتهر بالمحقق الثاني ، ولد ـ رحمه الله ـ في كرك سنة ٨٦٨ ه ودرس فيها حيث كانت كرك آنذاك معقلا للشيعة يتواج د فيها الكثير من العماة وطلاب العلوم الدينية ، وقال عنه المحقق البحراني في لؤلؤة البحرين : وكان مجتهدا صرفا اصوليا بحتا.
وكان من علماء دولة شاه طهماسب الصفوي ، جعل أمور المملكة بيده وكتب رقما إلى جميع الممالك بأمتثال ما يأمر به وكان الشيخ يكتب الى جميع البلدان كتبا بدستور العمل في الخراج وما يبغي تدبيره في أمور ارعية حتى أنه غير القبلة في كثير بلاد العجم ، باعتبار مخالفتها لما يعلم من كتب الهيئة.
ومن اساتذته وشيخوه : العيناثي وزين الدين الجزائري وشمسة دين العاملي ، وغيرهم ، وتتلمذ على يديه عدد من الأعلام والمجتهدين ، وله عدة تصانيف منها : دراية الحديث ، الرسالة الخواجية ، إثبات الرجعة ، جامع المقاصد في شرح القواعد ، رسالة في الرضاع ، رسالة قاطعة اللجاج في تحقيق حل الخراج ، وتوفي في سنة ٩٤٠ ه.
انظر ترجمته في : روضات الجنات ج ٤ ص ٣٦٠ ، وفي مقدمة كتاب رسائل المحقق الكركي وغيرها.
(٢) انظر : بحار الأنوار ج ١٠٥ ص ١١٦ ط بيروت وج ١٠٨ ص ١١٦ ـ ١١٧ ط طهران.
(٣) رياض العلماء للأصفهاني ج ٥ ص ٥٠٤.