أن يتم خصمه كلامه يربك على الطرفين سير المحادثة ، ويعقد البحث من جهة ، ويثير غضب الخصم من جهة أخرى.
١١ ـ أن يتجنب ـ حد الأمكان ـ مجادلة طالب الرياء والسمعة ومؤثر الغلبة والعناد ومدعي القوة والعظمة فإن هذا من جهة يعديه بمرضه فينساق بالأخير مقهورا إلى أن يكون شبيها به في هذا المرض ، ومن جهة أخرى لا يستطيع مع مثل هذا الشخص أن يتوصل إلى نتيجة مرضية في المجادلة (١).
١٢ ـ أن يكون مطلعا على أفكار وآراء خصمه من كتبه ومصادره لا من كتبه ومصادره هو.
١٣ ـ أن يكون هاضما للفكرة التي يريد طرحها ومحيطا بها تماما ، ومقتنعا بها ، لكي يتمكن من إقناع خصمه.
١٤ ـ وينبغي أن يختار الكلام المناسب للزمان والمكان فإن لهما تأثيرا كبيرا في النفوس ، ومن هنا قيل في المثل المشهور : لكل مقام مقال.
١٥ ـ أن يخاطب خصمه بكلام مفهوم مراعيا مقدار فهمه ، ومستواه الفكري ، بأسلوب حسن ومنطق سديد.
__________________
(١) المنطق : للمظفر ص ٣٦٢.