وحيطة على الأسلام! لا ورب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش أبدا؟
ولو وليها لا نتقضت عليه العرب من أقطارها ، فعلم رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أني علمت ما في نفسه ، فأمسك ، وأبى الله إلا إمضاء ما حتم (١).
__________________
راجع : شرح نهج البلاغة ج ١٢ ص ٧٨ ـ ٧٩. ومما يفيد ذكره هنا بمناسبة منع عمر لكتابة الكتاب ما ذكره المرحوم الشهيد الصدر (قدس سره) يقول الدكتور التيجاني في كتابه ثم اهتديت ص ٩٨ ـ ٩٩ : وإني لا زلت أذكر إجابة السيد محمد باقر الصدر ، عندما سألته : كيف فهم سيدنا عمر من بين الصحابة ما يريد الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كتابته وهو استخلاف علي ـ عليه السلام ـ على حد زعمكم ، فهذا ذكاء منه؟! قال السيد الصدر : لم يكن عمر وحده فهم مقصد الرسول ، ولكن أكثر الحاضرين فهموا ما فهمه عمر ، لأنه سبق لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ أن قال مثل هذا إذ قال لهم : إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ، وفي مرضه قال لهم : هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا ، ففهم الحاضرون ومن بينهم عمر أن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يريد أن يؤكد ما ذكره في غدير خم كتابيا ، وهو التمسك بكتاب الله وعترته ، وسيد العترة هو علي ـ عليه السلام ـ ، فكأنه ـ صلى الله عليه وآله ـ أراد أن يقول : عليكم بالقرآن وعلي ، وقد قال مثل ذلك في مناسبات أخرى كما ذكر المحدثون.
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٢ ص ٢٠ ـ ٢١ ، كشف اليقين في فضائل امير المؤمنين للحلي ص ٤٦٢ ح ٥٦٢ ، كشف الغمة ج ٢ ص ٤٦ ، بحار الأنوار ج ٣٨ ص ١٥٦.