يا معاوية ، إنك لغافل عما سمعته أنا من رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يقول فيهما وفي أبيهما وأمهما ، قد حفظته ووعيته ورويته.
قال : هات يا ابن جعفر فو الله ما أنت بكذاب ولا متهم؟
فقلت : إنه أعظم مما في نفسك.
قال : وإن كان أعظم من أحد وحراء جميعا ، فلست أبالي إذا قتل الله صاحبك ، وفرق جمعكم وصار الأمر في أهله ، فحدثنا فما نبالي بما قلتم ولا يضرنا ما عدمتم.
قلت : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وقد سئل عن هذه الاية : (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن) (١).
فقال : إني رأيت اثني عشر رجلا من أئمة الضلالة يصعدون منبري وينزلون ، يردون أمتي على أدبارهم القهقرى (٢) وسمعته يقول : إن بني
__________________
(١) سورة الاسراء : الاية ٦٠.
(١) جاء في تفسير الرازي ج ٢٠ ص ٢٣٦ : قال سعيد بن المسيب : راى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بني أمية ينزون على منبره نزو القردة فساء ذلك ، وفي ص ٢٣٧ قال ابن العباس ـ رضي الله عنهما ـ : الشجرة بنو أمية ، يعني الحكم بن أبي اعاص قال : ورأس رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في المنام أن ولد مروان يتداولون منبره ... الحديث
وجاء في الدر المنثور ج ٥ ص ٣١٠ : عن عائشة انها قالت لمروان بن الحكم : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسشلم ـ يقول لأبيك وجدك : (إنكم الشجرة الملعونة في القرآن).
وجاء في تفسير الطبري ج ١٥ ص ٧٧ : رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بني فلان ينزون على منبره القردة فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات ، قال : وأنزل الله عز وجل في ذلك (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس).
وجاء في دلائل النبوة للبيهقي ج ٦ ص ٥١١ ، عن أبي هريرة ان النبي ـ صلى اله عليه وآله وسلم ـ