ابنا عبد الله بن جعفر ـ عون ومحمد ـ فنزلا معه في الصفاح ، حيث دار الحوار التالي :
الحسين : ـ وما عند ابني العَمِّ عون ومحمد؟
عون : ـ لقد هلع أبي عليك ـ يا عَمُّ ـ لا سِيَّما وقد عرف أنَّ الأمير ابن العاص قد أرسل في أثرك أخاه سعيداً ، فقصده وبقي يُلحُّ عليه حتَّى استحصل على أمان لك تعود به إلى مَكَّة ، وهذا هو صَكُّ الأمان.
الحسين : ـ لا أمان لنا يا عون في ظِلِّ بني حرب ، الأُمَّة كلُّها ـ يا ابن العم ـ تضيع عن التلقُّط بحبال أمنها!!!
محمد : ـ ولكنَّ الكتاب بين يدينا يا عَمُّ.
الحسين : ـ إنَّها كذبة قِرد ـ يا محمد ـ ألم يُخبرك أبوك ـ عبد الله بن جعفر ـ أنَّ صكوك الأمان قد بُدئ بتمزيقها مُنذ العهد الأوَّل على يدي أبي بكر؟!! فيكف نُصدِّق أماناً يُقهقه به قرد جديد في عهد يزيد؟ ارجعا وفتِّشا عن أمان آخر ـ يا حبيبيَّ ـ علَّني سأشتريه لكما مِن يَقظة جديدة مزروعة في دمي الأحمر!!!
عون : ـ وما تقصد يا عمَّاه؟!
الحسين : ـ ألا تخاف إنْ فسَّرت لك؟
عون : ـ ولكنِّي أخاف أنْ لا أراك يا عمُّ!! لقد التقينا مُنذ ساعة بشاعرنا الفرزدق ذاهباً إلى الحَجِّ ، سألناه عن الناس في العراق تجاهك ، فأجاب : قلوب الناس معك ـ يا عمُّ ـ وأسيافهم عليك!!!
الحسين : ـ أتظنُّني لا أعرف ذلك؟!
عون : ـ وكيف تذهب إليهم؟!
الحسين : ـ حتَّى أبلوهم بالحقِّ ، حتَّى أستشهدهم على نفوسهم