عمرو بن سعيد ، ولن نترُكك وحدك في مُواجهة القَدر!!!
بينما كان الحسين يُراقب الورقة المفتوتة كيف راحت تَجثم بين قدميه ، كان يتناول بين ذِراعيه الرجلين ويلفُّهما بجُبَّته الوسيعة!!! مع الصباح قطعت القافلة وادي العقيق ، وتجاوزتها إلى الحاجز مِن بطن الرُّمَّة.
ـ ٥ ـ
توقَّف الحسين قليلاً في هذه المَحطَّة ، لتحضير كُتبٍ وإرسالها بسرعة إلى البصرة ، ولقد استدعى إليه قيس بن مُسهر الصيداوي ، وهو مُرافق لهم في القافلة التي لا يتجاوز عددها مِئة وثمانين نفراً بما فيهم النساء والأبناء والأخصَّاء ، لقد دار الحوار بالشكل التالي :
الحسين : ـ إنِّي أُدرك ـ تماماً ـ أنَّ المُهمَّة صعبة يا قيس ، ولكنَّك أنت الأصلب ، تعهَّدها ، هذه رسائل اجتهد في الحِرص عليها ، وإيصالها إلى سليمان بن صرد الخزاعي ، والمسيب بن نجبة ، ورفاعة بن شداد ، معناها ؛ حتَّى يكونوا على علم بقُدومنا تتميماً لكلِّ ما مهَّد له مسلم بن عقيل.
قيس : ـ سأسلُك أقرب الطُّرق ، وسأكون ـ يا سيِّدي ـ مِن نوع الثعالب في التخفِّي والظهور ، أليست الحالة تقضي مثل ذلك؟!
الحسين : ـ صدقت ، وأرجو أنْ لا يكون قد وصل إلى يزيد خبر تَرْكي مَكَّة إلى البصرة ، ولكنَّ أمير الحِجاز ثعلب آخر يا قيس ، وليس أخوه يحيى أقلَّ مِن قِرد على ظهر برذون ، عليك أنْ تتحسَّب كثيراً ـ ياقيس ـ أتوقَّع أنَّ ما مِن مَخرم