ذكر ابن كثير عن عبد الله بن مطيع وأصحابه أنهم مشوا إلى محمّد بن الحنفيّة (محمد بن علي بن أبي طالب أخو الحسن والحسين) فراودوه على خلع يزيد فأبى عليهم ، قال ابن مطيع : إنّ يزيد يشرب الخمرة ويترك الصلاة. فقال محمّد بن الحنفيّة : لقد لزمت يزيد فوجدته متحرّياً للسنة ، غير تارك للصلاة.
وبلغ الخبر أهل العراق أن الحسين لم يبايع ليزيد ، فأرسلوا إليه الرسل والكتب أنّا قد بايعناك ولا نريد إلاّ أنت ، حتّى بلغت أكثر من خمسمئة كتاب كلها جاءت من الكوفة.
فأرسل الحسين رضي الله عنه ابن عمّه مسلم بن عقيل إلى الكوفة ليتقصّى الاُمور ويعرف حقيقة الأمر.
فلما وصل مسلم بن عقيل إلى الكوفة جاء الناس أرتالاً يبايعون مسلماً على بيعة الحسين رضي الله عنه ، فتمت البيعة عند أهل الكوفة للحسين.
فما كان من يزيد إلاّ أن أرسل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة ليمنع مسألة الحسين ، أن يأخذ الكوفة لكي لا تعود الاُمور كما كانت قبل عام الجماعة فيرجع القتال بين أهل العراق وأهل الشام ، ولم يأمر عبيد الله بن زياد بقتل الحسين.
وبعد أن استقرت الأحوال وبايع الناس لمسلم بن عقيل أرسل إلى الحسين رضي الله عنه أن أقدم وأنّ الجو قد تهيأ.
فخرج الحسين رضي الله عنه من مكة في يوم التروية قاصداً الكوفة.
فلمّا علم عبيد الله بن زياد بذلك أمر بقتل مسلم بن عقيل ، فما كان