«والله إني مللتهم وأبغضتهم ، وملّوني وأبغضوني».
ولمّا علم عبيد الله بن زياد بقرب وصول الحسين أمر الحر بن يزيد التميمي أن يخرج بألف رجل ليلقى الحسين في الطريق ، فلقيه قريباً من القادسية ، وأخبره بخبر مسلم بن عقيل ، وأن أهل الكوفة قد خدعوك وخذلوك ، فهمّ الحسين رضي الله عنه أن يرجع ، فتكلّم أبناء مسلم بن عقيل ، قالوا : لا والله لن نرجع حتّى نأخذ بثأر أبينا. عند ذلك رفض الحسين رضي الله عنه الرجوع.
وأراد أن يتقدّم فجاء الحر بن يزيد فسايره ، وقال : إلى أين تذهب يا بن بنت رسول الله؟
قال : «إلى العراق».
قال : ارجع من حيث أتيت ، أو اذهب إلى الشام حيث يزيد بن معاوية ، ولكن لا ترجع إلى الكوفة.
فأبى الحسين ، ثم سار إلى العراق والحر بن يزيد يمنعه ، فقال الحسين : «ابتعد عنّي ثكلتك اُمّك». فقال الحر بن يزيد : والله ، لو غيرك قالها من العرب لاقتصصت منه ، ولكن ماذا أقول واُمّك سيدة نساء العرب!
فعند ذلك امتنع الحسين عن الذهاب.
ثمّ جاءت مؤخرة الجيش ، وكان مقدارها أربعة آلاف بقيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص ، وواجهوا الحسين في مكان يقال له : كربلاء.
ولمّا رأى الحسين رضي الله عنه أن الأمر جدّ قال لعمر بن سعد : إنّي اُخيّرك بين ثلاث فاختر منها ما تشاء. قال : ما هي؟