أن يستأثر عبيد الله بن زياد.
ولمّا رأى الحسين بأنه لا طاقة لهم بمقاتلة هذا الجيش ، أصبح همهم الوحيد الموت بين يدي الحسين رضي الله عنه ، فأصبحوا يموتون الواحد تلو الآخر حتّى فنوا جميعاً ، لم يبقَ منهم أحد إلاّ الحسين بن علي رضياللهعنهما، وبقي بعد ذلك نهاراً طويلاً لا يقدم عليه أحد حتّى يرجع ، لأنه لا يريد أن يبتلي بالحسين. فعند ذلك صاح الشمر بن ذي الجوشن : ويحكم! ما حلّ بكم؟! أقدموا نحو الحسين فاقتلوه. كان ذلك في العاشر من محرم سنة ٦١ هجرية ، والذي باشر قتله أنس بن سنان النخعي ، وقيل : إنّه الشمر بن ذي الجوشن.
قُتل مع الحسين كثير من أهل بيته ، وممّن قُتل من أولاد علي بن أبي طالب الحسينُ وجعفرُ بن علي ، والعباس وأبو بكر ، وعثمان ومحمّد ، ثمانية عشر رجلاً كلهم من آل بيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
ولمّا بلغ يزيد قتلُ الحسين ظهر التوجع عليه ، وظهر البكاء في داره ، ولم يسبِ لهم حريماً أصلاً ، بل أكرم أهل البيت وأجازهم حتّى ردّهم إلى ديارهم.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : لم يكن في خروج الحسين لا مصلحة دين ولا مصلحة دنيا ، أي أن خروجه ما كان سليماً ، لذلك نهاه كبار الصحابة عن ذلك. يقول : بل يمكّن اُولئك الطغاة من سبط النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن ليحصل لو بقي في بلده ، ولكنه أمرٌ من الله تعالى ، وقدر الله كان ولو لم يشأ الناس.