الأسباب وسواها أن يكون ثمة همزة وصل وسبب نقل.
فكان عثمان بن عفان ـ الشيخ الاُموي ـ هو المؤهّل بنظره لذلك ، فإذا تولّى الأمر فسوف يبقي معاوية على الشام ما دام حياً ، وسيزيد ذلك معاوية قوة ، أمّا بعد موته فإنّ معاوية لن يستسلم للإمام علي عليهالسلام ولا لغيره بعد أن يكون قد حكم بلاد الشام حوالي عشرين سنة ، وربّاهم على يديه ، وثقَّفهم بمفاهيمه ، ونشَّأهم على محبته والارتباط به ، ومحبة من أحب ، والعداء لمن عادى حتّى لو كان الإمام علياً عليهالسلام. لأنّ أهل الشام لم يعرفوا الإمام علياً عليهالسلام ، ولا جهاده ، ولا زهده ، ولا علمه ، ولا .. ولا .. ، بل عرفوا وتربّوا على إسلام معاوية ، وإسلام الأطماع والغدر ، والخيانات والظلم ، والاستئثار والاحتيال ، والبحث عن الشهوات ، وارتكاب الجرائم ، والتزام مفاهيم الجاهليّة الملبّسة بلباس الدين.
فرسم الخطة في الشورى ، واختار الأشخاص ، وأصدر قرارات تجعل من تولّي عثمان من بعده أمراً يقينياً وحتمياً ..
فقد روي أن عمر حين طُعن قال :
ادعوا لي أبا طلحة الأنصاري. فدعوه له ، فقال : انظر يا أبا طلحة ، إذا عدتم من حفرتي فكن في خمسين رجلاً من الأنصار ، حاملي سيوفكم ، فخذ هؤلاء النفر بإمضاء الأمر وتعجيله ، واجمعهم في بيت ، وقف بأصحابك على باب البيت ليتشاوروا ويختاروا واحداً منهم.
فإن اتفق خمسة وأبى واحد فاضرب عنقه ..