وحاربه ، وأثار الشبهات ، واستفاد من سياسات عمر ومن غيرها لإحكام قبضته على ما في يده ، والتوثّب على ما في يد الإمام علي عليهالسلام ، إلى أن استشهد الإمام عليهالسلام ، وأمسك الإمام الحسن عليهالسلام بأزمة الاُمور بعد وفاة أبيه ، فتحرك معاوية بعد ثمانية عشر يوماً (١) بجيشه نحو العراق ليحاربه كما حارب أباه من قبل.
وكان جيش معاوية يتّفق معه في الأهداف وفي السلوك ، وفي النهج السياسي وفي الولاء وغير ذلك ...
أمّا الإمام الحسن عليهالسلام فلم يكن جيشه يتفق معه في شيء من ذلك ، بل هو إلى معاوية أقرب وأكثر انسجاماً معه. كما أن العراقيِّين أنفسهم إنما يعرفون إسلام معاوية لا إسلام الإمام علي عليهالسلام ، ولا الإمام الحسن عليهالسلام ، ولم يكن بينه وبينهم علاقة مصالح ، ولا علاقة عاطفية ، بل كانوا يرون أن مصالحهم مع المناوئين له ، وهم لا يقاتلون على نفس الشيء الذي كان الإمام علي والإمام الحسن عليهماالسلام يقاتلون من أجله ، فهم كانوا في وادٍ والإمامان عليهماالسلام في وادٍ آخر. بل كانوا منسجمين في فكرهم وعقائدهم ، وسلوكهم وأهدافهم وارتباطاتهم العاطفية مع معاوية أكثر ممّا هم منسجمون مع الإمام علي والحسن عليهماالسلام.
____________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢١٤.