بل ذكر المرتضى في تنزيه الأنبياء أنه عليهالسلام دعاهم إلى أن يخرجوا إلى معسكرهم بالنخيلة فلم يجبه منهم أحد (١).
وبذلك يظهر : أنّ ما ذكره البعض من أنه قد كان عنده أربعون ألفاً ، أو نيف وأربعون ألفاً (٢) فهو ناظر إلى الذين كان الإمام علي عليهالسلام قد جهّزهم قبل استشهاده لحرب معاوية كما ألمح إليه ، بل صرح به بعضهم (٣).
أمّا مَن بقي معه عليهالسلام فهم يرون أن الدنيا التي يحبونها كانت عند معاوية الذي يرون بينهم وبينه العقبات والحواجز ، كما أنهم كانت أهواؤهم وولاءاتهم مختلفة ، فمنهم الخوارج ، ومنهم ـ وهم الأكثر ـ من يكنّ الولاء لعمر بن الخطاب لا للإمام علي عليهالسلام.
وذلك لأنّ عمر هو الذي فتح بلادهم ، ووجههم للفتوحات في بلاد فارس ، فاستفادوا المال والمناصب وغير ذلك ، وهو الذي مصَّر الكوفة والبصرة ، بالإضافة إلى أن الكثيرين ما كان يهمهم سوى الحصول على الولايات والمناصب والزعامات ، ومنهم من كان يكنّ الولاء لبني اُميّة.
وقد رأوا أنّ الإمام علياً عليهالسلام يريد أن يحملهم على المحجّة ،
___________________
(١) راجع البحار ٤٤ / ٢٥.
(٢) راجع عمدة الطالب / ٦٦ ، والمختصر في أخبار البشر ١ / ١٨٢ ، والبحار ٤٤ / ٥٧ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٢٨٩ ، والكامل في التاريخ ٣ ، وراجع كلام المسيب بن نجبة في شرح النهج ـ للمعتزلي.
(٣) راجع المختصر في أخبار البشر ١ / ١٩٣ ، وابن الأثير في الكامل.