ذلك ، أمّا ما ذكروه من أنه كان ولّى كندياً على أربعة آلاف فانحاز إلى معاوية في مئتين منهم ، ثمّ أرسل أحد بني مراد على أربعة آلاف أيضاً فانحاز إلى معاوية أيضاً ، فأعلم الناس بذلك ، فادعوا أنهم مناصحون له ، فقال لهم :
«إنّ معسكري بالتحلية فوافوني ، وإنّي لأعلم أنكم غادرون بي ، ووالله لا تفون بعهدي ، ولتنقضن الميثاق بيني وبينكم».
ثمَّ إنه أخذ طريق النخيلة فعسكر عشرة أيام ، فلم يحضره إلاّ أربعة آلاف ،
وكتب أكثر أهل الكوفة إلى معاوية بـ :
«أنَّا معك ، وإن شئت أخذنا الحسن أسيراً وبعثناه إليك» (١).
بل لقد قال عليهالسلام لحجر بن عدي :
«والله يا حجر ، لو أني في ألف رجل ، لا والله إلاّ مئتي رجل ، لا والله إلاّ في سبع نفر لما وسعني تركه» (٢) ، يعني ترك معاوية الذي جاء في مئة ألف حسب نص تلك الرواية نفسها.
___________________
(١) راجع الخرائج والجرائح ٢ / ٥٧٤ ، ٥٧٥ ، ٥٧٦ ، والبحار ٤٤ / ٤٣ ـ ٤٥ ، ومعالي السبطين / ٣٤ ، والعوالم ١٦ / ١٤١ ، وراجع إثبات الهداة ٥ / ١٥١ ، والهداية الكبرى / ١٨٩ ـ ١٩١ لكن فيه : إنّ الذين وافوه إلى النخيلة هم عشرة آلاف راجل.
(٢) الهداية الكبرى / ١٩٢.