الحسن عليهالسلام هو أنّ الإمام الحسن عليهالسلام يسلم الأمر (١) لمعاوية على أن يكون له الأمر من بعده ، فإن حدث به حدث فللحسين عليهالسلام (٢).
وممّا يدل على ثبوت هذا الشرط : أنّ الإمام الحسين عليهالسلام قد قال لابن الزبير بمجرد ورود الخبر بموت معاوية :
«إنّي لا اُبايع أبداً ، لأنّ الأمر إنما كان لي من بعد أخي الحسن ،
____________________
(١) راجع الفصول المهمة لابن الصباغ / ١٦٣ ، وعمدة الطالب / ٦٧ ، المطبعة الحيدريّة ، وحياة الإمام الحسن عليهالسلام ـ للقرشي ٢ / ٢٨٧. ويلاحظ أنه عليهالسلام قد اختار كلمة «الأمر» ، ولم يقل : «الإمامة» ، أو «الخلافة» ، أو «الملك» ، أو «السلطان» ، أو «الحكم» ، لكي لا يُظَنَّ أنه عليهالسلام قد اعترف أو رضي بأن يكون له إمامة ، أو ملكاً ، أو حاكمية ، أو سلطاناً ، أو غير ذلك ، فهو على حدِّ ما جاء في كتاب النبي صلىاللهعليهوآله لكسرى وقيصر حيث كتب صلىاللهعليهوآله إليهما : «إلى عظيم فارس ...» ، و «إلى عظيم الروم ...» ، ولم يقل : «إلى ملك الروم» ، أو «... فارس» ، على اعتبار أنّ التعبير بكلمة «ملك» أو «سلطان» ، أو نحوهما قد يفهم منه الإقرار بالملكية أو السلطنة لهما ، وأنه ليس له صلىاللهعليهوآله سلطة في تلك البلاد. أو أنّ ذلك يتضمّن الإقرار بأنّ لكسرى أو لقيصر استقلالاً في منطقته ، وله حق التصرف والقرار فيها ، وليس لغيره حقّ التدخل في دائرة سلطانه وملكه ، أما كلمة عظيم فهي لا تدلّ لا على كونه آمراً أو مأموراً ، ولا على كونه ملكاً أو سوقة ، ولا على غير ذلك.
(٢) عمدة الطالب / ٦٧ ط المطبعة الحيدريّة ، وحياة الإمام الحسين عليهالسلام ـ للشيخ باقر القرشي ٢ / ٢٨٧.