وقال الجاحظ ما ملخّصه : «المنكرات التي اقترفها يزيد ، من قتل الحسين ، وحمله بنات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سبايا ، وقرعه ثنايا الحسين بالعود ، وإخافته أهل المدينة ، وهدم الكعبة ، تدل على القسوة والغلظة ، والنصب وسوء الرأي ، والحقد والبغضاء ، والنفاق والخروج عن الإيمان ...» إلخ (١).
وقال التفتازاني : «الحق إن رضا يزيد بقتل الحسين ، واستبشاره بذلك ، وإهانته أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ممّا تواتر معناه ، وإن كان تفاصيله أحاداً ، فنحن لا نتوقف في شأنه ، بل في إيمانه ، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه» (٢).
وقال سبط [ابن] الجوزي : إنّ الغزالي قال : وادّعوا أن قتله كان غلطاً.
قال : وكيف يكون هذا وحال الحسين لا يحتمل الغلط ، لمّا جرى من قتاله ، ومكاتبة يزيد إلى ابن زياد بسببه ، وحثّه على قتله ، ومنعه من الماء ، وقتله عطشاً ، وحمل رأسه وأهله سبايا عرايا على أقتاب الجمال إليه ، وقرع ثناه بالقضيب ...؟!» إلخ (٣).
وقال ابن الجوزي عن بيعة يزيد (لعنه الله) : «ظهرت منه اُمور كلّ منها يوجب فسخ ذلك العقد ، من نهب المدينة ، ورمي الكعبة بالمنجنيق ،
____________________
(١) آثار الجاحظ / ١٢٨ ، ١٢٩.
(٢) راجع شذرات الذهب ١ / ٦٨ ، ٦٩ ، وشرح العقائد النسفية ـ للتفتازاني / ١٨٨.
(٣) تذكرة الخواص / ٦٣ ، وراجع الصواعق المحرقة ٢ / ٦٣١.