واعتقاد الكيسانيّة حياته في جبل رضوى يأتيه رزقه وله عودة ، من الخرافات ; للاتّفاق على موته.
وإنّ كلمة الإمام الحسن السّبط عليهالسلام تدلّنا على فضله الشامخ وورعه الثابت ، ونزاهته عن كُلّ دنس ، ومعرفته بالإمام الواجب اتّباعه. قال الشيخ الجليل الطبرسي ـ من أعلام القرن السّادس ـ في (إعلام الورى) :
أرسل الحسن بن أمير المؤمنين عليهالسلام قنبراً خلف محمّد بن الحنفيّة ، فلمّا مثل بين يديه ، قال له : «اجلس ، فليس يغيبُ مثلَك عن سماعِ كلامٍ يحيا به الأمواتُ ويموتُ به الأحياء : كونوا أوعيةَ العلمِ ومصابيحَ الدُّجى ؛ فإنّ ضوءَ النّهارِ بعضُهُ أضوءَ مِنْ بعض. أما علمت أنّ اللّه عزّ وجل جعل وُلدَ إبراهيمَ عليهالسلام أئمّة ، وفضّل بعضَهُم على بعض ، وآتى داودَ زبوراً ، وقد علمتَ بما استأثر اللّهُ تعالى محمّداً صلىاللهعليهوآله.
يا محمّدُ بنَ علي ، لا أخاف عليك الحسدَ ، وإنّما وصفَ اللّهُ به الكافرين ، فقال تعالى : (كُفَّاراً حَسَدًا منْ عِندِ أَنفُسِهِم من بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) (١). ولمْ يجعل اللّهُ للشّيطانِ عليك سُلطاناً.
يا محمّدُ بنَ علي ، ألا اُخبرك بما سمعتُ من أبيك عليهالسلام فيك؟». قال : بلى.
فقال عليهالسلام : «سمعتُ أباكَ يقولُ يومَ البصرة : مَن أحبَّ أنْ يبرّني في الدُّنيا والآخرة فليبرّ محمّداً.
__________________
(١) سورة البقرة / ١٠٩.