فيصار التحصّل : إنّ الحواس الظاهرة العاديّة لا تتحمّل مثل تلك الأمثلة القُدسية ـ وهي في حال صعودها إلى سبحات القُدس ـ إلاّ نفوس المعصومين عليهمالسلام بعضها مع بعض دون غيرهم ، مهما بلغ من الخشوع والطاعة.
لكنّ (عباس المعرفة) الذي منحه الإمام عليهالسلام في الزيارة أسمى صفة حظي بها الأنبياء والمقرّبون عليهمالسلام ، وهي : (العبد الصالح) تسنّى له التوصّل إلى ذلك المحل الأقدس من دون أنْ يُذكر له تعصيبُ عينٍ أو إغضاءُ طرفٍ ، فشارك السّبط الشهيد عليهالسلام ، والرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله ، ووصيه المُقدّم مع الروح الأمين عليهالسلام ، وجملةَ الملائكة في غسل الإمام المجتبى الحسن السّبط صلوات اللّه عليهم أجمعين (١).
__________________
يخفى عليهم بعد الوفاة أحوال شيعتهم في دار الدنيا ، بإعلام اللّه تعالى لهم ذلك حالاً بعد حال ، ويسمعون كلام المُناجي لهم في مشاهدهم المُكرَّمة. وقال العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ٢٧ / ٣٠١ ، بعد ما نقل كلام الشيخ المفيد المُتقدّم : وهذا مذهبُ فقهاء الإماميّة كافّة وحملة الآثار منهم ، ولستُ أعرف فيه لمُتكلّميهم من قبل مقالاً ...
وفي كنز الفوائد للكراجكي ١ / ٢٤٦ ، ومنهج الرَّشاد لمَن أراد السّداد / ٥٦٢ ، وبصائر الدرجات للصفّار / ٤٤٥ : إنّ لحومهم مُحرّمة على الأرض ، وإنّها ترتفع إلى السّماء بعد ثلاثة أيّام.
وحُكي عن الشيخ الأعظم قدوة السّالكين المولى فتح علي ابن المولى حسن السّلطان آبادي : أنّه لمّا زار أمير المؤمنين عليهالسلام ورجع إلى مشهد الحسين عليهالسلام أسف على عدم مذاكرته مع علماء النّجف في مسألة بقاءِ جسد الإمام عليهالسلام طريّاً أو أنّه يبلى ، فرأى في المنام أنّه داخلٌ إلى الروضة ، فرأى جسداً موضوعاً على الحصير والدَّمُ يجري من أعضائه ، فسأل عنه ، فقيل : إنّه جسد الحسين عليهالسلام ، أما علمت أنّ أجسادَهم لا تبلى.
(١) روى الصفّار في بصائر الدرجات / ٢٤٥ عن الباقر عليهالسلام : أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام شاهد جبرائيلَ والملائكة يُعينونه على غسل النّبيِّ صلىاللهعليهوآله وتكفينهِ ، وحفر