الأجل ، العلاّمة الخبير ، السيّد أحمد ابن الحُجّة المُتتبّع السيّد نصر اللّه المُدرّس الحائري ، قال : بينا أنا في جمع من الخُدّام في صحن أبي الفضل عليهالسلام ، إذ رأينا رجلاً خارجاً من الحرم مُسرعاً ، واضعاً يده على أصل خنصره والدَّم يسيل منه ، فأوقفناه نتعرّف خبره ، فأعلمنا بأنّ العبّاس قطعه ، فرجعنا إلى الحرم فإذا الخنصر معلّق بالشباك ولم يقطر منه دمٌ ، كأنّه قُطع من ميّت ، ومات الرجل من الغد ؛ وذلك لصدور إهانة منه في الحرم المُقدّس.
الثالثة : ما حدّثني به العلاّمة البارع الشيخ حسن دخيل حفظه اللّه عمّا شاهده بنفسه في حرم أبي الفضل عليهالسلام ، قال : زرت الحسين عليهالسلام في غير أيّام الزيارة ، وذلك في أواخر أيّام الدولة العثمانيّة في العراق ، في فصل الصّيف ، وبعد أنْ فرغت من زيارة الحسين عليهالسلام توجّهت إلى زيارة العبّاس عليهالسلام قرب الزوال ، فلم أجد في الصحن الشريف والحرم المُطهّر أحداً ، لحرارة الهواء ، غير رجل من الخَدَمة واقف عند الباب الأوّل ، يُقدّر عمره بالسّتّين سنة ، كأنّه مراقبٌ للحرم ، وبعد أنْ زرتُ صلّيت الظهر والعصر ، ثُمّ جلست عند الرأس المُقدّس مُفكِّراً في الاُبّهة والعظمة التي نالها قمر بني هاشم عن تلك التضحية الشريفة.
وبينا أنا في هذا إذ رأيت امرأة مُحجّبة من القرن إلى القدم ، عليها آثار الجلالة ، وخلفها غلام يُقدّر بالسّتّة عشر سنة بزيِّ أشراف الأكراد ، جميل الصورة ، فطافت بالقبر والولد تابع.
ثُمّ دخل بعدهما رجل طويل القامة ، أبيض اللون مُشرباً بحمرة ، ذو لحيةٍ ، شعره أشقر يُخالطه شعرات بيض ، جميل