وأنا تحت المنبر ، فرأيت رجلاً جميلاً طويل القامة على فرس أبيض عالٍ في المجلس ، وهو يقول : يا مخيلف ، لِمَ لا تلطم على العبّاس مع النّاس؟
فقلتُ له : يا أغاتي ، لا أقدر وأنا بهذا الحال.
فقال لي : قُمْ والطم على العبّاس.
قلتُ له : يا مولاي ، أنا لا أقدر على القيام.
فقال لي : قُمْ والطم.
قلتُ له : يا مولاي ، أعطني يدك لأقوم.
فقال : أنا ما عندي يدين.
فقلتُ له : كيف أقوم؟
قال : الزم ركاب الفرس وقُمْ. فقبضت على ركاب الفرس ، وأخرجني من تحت المنبر وغاب عنّي ، وأنا في حالة الصحة ، وعاش سنتين أو أكثر ومات.
وحدّثني المُهذّب الكامل ميرزا عباس الكرماني ، أنّه تعسّرت عليه حاجة ، فقصد أبا الفضل عليهالسلام واستجار بضريحه ، فما أسرع أنْ فُتحت له باب الرحمة وعاد بالمسرّة بعد اليأس مدّة طويلة ، فأنشأ :
أبا الفضلِ إنّي جئتُكَ اليومَ سائلاً |
|
لتيسيرَ ما أرجو فأنتَ أخُو الشِّبلِ |
فلا غروَ إنْ أسعفتَ مثْلِي بائِساً |
|
لأنّكَ للحاجات تُدعى أبا الفضلِ |
هذا ما أردنا إثباته من الكرامات ، وهو قطرة من بحر ؛ فإنّ