أبي الفضل لا ينبغي الوقفة في رجحانه عند أهل البيت عليهمالسلام ؛ إذ لعلّه وصل إليهم بالخصوص وإنْ جهلنا طريق الوصول إليهم.
ولو تنازلنا عن ذلك ، لدلّنا حديث أبي حمزة الثمالي المروي في كامل الزيارات ص ٢٤٠ عن الإمام الصادق عليهالسلام الواردة في زيارة الحسين عليهالسلام ، المشتملة على المُقدّمات والمقارنات الكثيرة ، وفيه قال الصادق عليهالسلام : «فإذا فرغتَ فصلِّ ما أحببت ، إلاّ أنّ ركعتي الزيارة لا بدّ منهما عند كُلِّ قبرٍ» (١). فإنّه أثبت بعمومه رجحان ركعتي الزيارة عند كُلِّ مزور ، وليس له مُخصّص يدفع العموم.
وخلوّ بعض الروايات الواردة في زيارة غير المعصومين عليهمالسلام من التعرّض لركعتي الزيارة لا ينهض لمصادمة العموم ، فالعامّ مُحكم في موارده حتّى يجيء المُخصِّص المُخرّج.
كما أنّ خلوّ رواية أبي حمزة الثمالي الواردة في زيارة العبّاس عليهالسلام عن ذكر صلاة الزيارة لا يدلّ على عدم المشروعية.
والتنصيص في زيارة المعصومين عليهمالسلام لا يدلّ على عدم المشروعية في غيرهم.
فهذا العموم ، وما ذُكر في مزارات مَن تقدّم ذكرهم من النّص عليها ، كافٍ في المشروعية والرجحان.
فما حُكي عن بعض معاصري العلاّمة المجلسي من منع صلاة الزيارة لغير المعصومين عليهمالسلام (٢) ، مستدلاّ ً بخلوِّ الأخبار الواردة في زياراتهم عنها ، في غير محلّه ؛ لِما عرفتَ من الدليل عليه.
__________________
(١) كامل الزيارات / ٤١٧ ، بحار الأنوار ٩٧ / ١٣٣.
(٢) بحار الأنوار ٩٨ / ٣٧٨.