المنظومة الجليلة ، وقد قلت عنها سابقاً في تلك المقدمة :
«وأعلى آثاره الفلسفية وأغلاها ارجوزته في الحكمة والمعقول (تحفة الحكيم) التي هي آية من آيات الفن ، مع اسلوبها العالي السهل الممتنع. جمعت أصول هذا الفن وطرائف هذا العلم بتحقيق كشف النقاب عن أسراره وأزاح الستار عن شبهاته».
«وإن دلّت على شيء، فانما تدل على أن ناظمها من أعاظم فلاسفة الاسلام الذين لا يسمح بمثلهم الزمن إلا في فترات متباعدة ، لو لا أن شيخنا غلب عليه الفقه والأصول وانقطع اليهما عن الظهور بالفلسفة».
واستشهدت بعد ذلك بعدة أبيات من الارجوزة للتدليل على براعتها الفنيّة. ثم قلت بالأخير :
«فتأمل في هذا البيان الجزل ، والاسلوب السهل ، والتعبير الرصين عن أدق معاني الفلسفة ، بغير تكلّف ، وبلغة سليمة ناصعة. ومن أين متحت دلوك في هذا القليب تغترف الماء الزلال ، بل الدرّ الثمين. وما سقناه فانما هو غيض من فيض ...».
وأعود الآن فأقول ـ بعد ١٤ عاماً ولا أزال على رأيي ـ : إن كان ما في هذه الارجوزة العلمية هو من النظم المختار البارع ،