في سهولة عبارته وجزالة بيانه ، في حدود ما يسعه نظم ارجوزة مقيدة بوزن وقافية ، مع مراعاة الاختصار والايجاز.
ومن النوادر جداً في الاراجيز أن تبلغ بهذه السهولة والجزالة. وإذا أردنا مقارنتها بمنظومة الحكيم المتأله الحاج هادي بن مهدي السبزواري المتوفى ١٢٨٩، فانا نجد الفرق عظيماً جداً.
وأعتقد أن الذي دفعه الى نظمها هو تلافي ما في ارجوزة السبزواري من ناحية الأداء والمادة العلمية ، لتحلّ محلها عند طلاب الفلسفة ، لأن في منظومة السبزواري من الخلل في الأداء وفي الألفاظ باختزالها واشتقاقاتها وتعقيدها الشيء الكثير الذي كاد أن يسقطها عن درجة الاعتبار والاستفادة.
وإذا قدّر لارجوزة استاذنا أن تشرح شرحاً يليق بها ، فانها لا شك ستكون موضعاً للعناية بالدرس والتدريس ، لما يلاقيه طلاب الفلسفة من العناء المرهق في تعقيد منظومة السبزواري وشرحها المزجيّ له ، ذلك الشرح الذي زادها تعقيداً وغموضاً لم نعهده لكتاب آخر ، لا في الفلسفة ولا في غيرها. وعلى الرغم من ذلك كله هو موضع اقبال الطلاب المبتدئين في دراسة الفلسفة ، والسرّ