حدّد المؤلّف رحمهالله مكان مولده قائلاً :
إنّي لمّا هجرت مهاجر أبي واُمّي وعمومتي وبني عمّي ومسقط رأسي ومولدي ، ومصدري في الاُمور وموردي ، وهي البلدة المشهورة بين أرباب الطريقة بالأرض المقدّسة ، وهي في الحقيقة على تقوى الله مؤسّسة ... أعني البلدة المشهورة ب « دمشق » معدن الفجور والغرور والفسق ... (١).
فحثثت ركابي عن ديارهم ، وأبعدت قراري من قرارهم ... وحططت رحلي ببلاد الوصيّين ، وألقيت كلّي على إمام المتّقين ، وجعلت مشهد قرّة
__________________
فقال له والدي : إنّما أقدمنا على ذلك ، لأنّا روينا عن إمامنا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أنّه قال في بعض خطبه : الزوراء وما أدراك ما الزوراء؟ أرض ذات أثلٍ يشيّد فيها البنيان ، ويكثر فيها السكّان ، ويكون فيها مهارم وخزّان ، يتّخذها ولد العبّاس موطناً ، ولزخرفهم مسكناً ، تكون لهم دار لهو ولعب ، يكون بها الجور الجائر ، والحيف المحيف ، والأئمّة الفجرة ، والقرّاء الفسقة ، والوزراء الخونة ، تخدمهم أبناء فارس والروم.
لا يأتمرون بينهم بمعروفٍ إذا عرفوه ، ولا ينتهون عن منكرٍ إذا أنكروه ، تكتفي الرجال منهم بالرجال ، والنساء بالنساء ، فعند ذلك الغمّ العميم ، والكباء الطويل ، والويل والعويل لأهل الزوراء من سطوات الترك ، وما هم الترك ، قوم صغار الحدق ، وجوههم كالمجان المطرقة ، لباسهم الحديد ، جردٌ مردٌ ، يقدمهم ملك يأتي من حيث بدا ، ملكهم جهوري الصوت ، قويّ الصولة ، عالي الهمّة ، لا يمرّ بمدينة إلا فتحها ، ولا ترفع له راية الا نكسها ، الويل الويل لمن ناواه ، فلا يزال كذلك حتى يظفر.
فلمّا وصف لنا ذلك ، ووجدنا الصفات فيكم ، رجوناكم فقصدناك ، فطيّب قلوبهم ، وكتب لهم فرماناً باسم والدي رحمهالله يطيّب فيه قلوب أهل الحلّة وأعمالها. انتهى.
ورواه العلّامة أيضاً في نهج الحقّ وكشف الصدق : ٢٤٣ ـ ٢٤٤ ، وعبد الله أفندي الأصفهاني في رياض العلماء : ٦ / ٩ ( إشارة ) ، والشيخ عبّاس القمّي في الكنى والألقاب : ١ / ١٨٩ ، وسفينة البحار : ٣ / ٥٣٣ ، والسيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة : ٢ / ٢٥٨ ، والمدرّس في ريحان الأدب : ٥ / ٢٣٣ رقم ٤٣٠.
١ ـ انظر ج ١ / ٥٤.