وفي حديث آخر : انّها تقبل يوما لقيامة ومعها ألف نبيّ وألف صدّيق وألف شهيد ، ومن الكرّوبيّين ألف ألف يسعدونها على البكاء ، وانّها لتشهق شهقة فلا يبقى في السماء ملك إلا بكى رحمة لها ، وما تسكن حتى يأتيها أبوها ، فيقول : يا بنيّة ، قد أبكيت أهل السماوات وشغلتيهم عن التسبيح ، فكفّي حتى يقدّسوا ، فإنّ الله بالغ أمره.(١)
سَوْف تأتي الزهراء تلتمس الحك |
|
مَ إذا حان مَحْشَـرُ الـتعديل |
وأبـوهـا وبـعلـها وبـنـوها |
|
حولها والخصام غـير قـليل |
وتُـنـادي يـا ربّ ذُبــّح أولا |
|
دي لماذا وأنـت خيـر مديل (٢) |
فينـادى بمـالـكٍ ألهـب الَّـنا |
|
رَ وأجِّج وخُذ بأهـل الـغلولِ |
ويُجازى كـل بـما كـان مـنه |
|
من عقاب التَّخليد (٣) والتَّنكيل (٤) |
فيا إخواني ، أظهروا في هذا الشهر شعار الأحزان ، وأفيضوا الدموع المقرحة للأجفان ، فإنّ البكاء في هذا الشهر لمصاب آل الرسول من أفضل الطاعات ، وإظهار الجزع لما نال عترة الوصيّ من أكمل القربات.
روى الشيخ الجليل الفقيه جعفر بن محمد [ بن قولويه بإسناده إلى الامام
____________
١ ـ كامل الزيارات : ٨٧ ذح ١٦ ، عن البحار : ٤٥ / ٢٢٥ ذح ١٧ ، وعوالم العلوم : ١٧ / ١١ ، ح ٢.
٢ ـ كذا في ديوان الصاحب ، وفي الأصل : يا ربّ تذبح ... وأنت أنت مزيل.
٣ ـ كذا في ديوان الصاحب ، وفي الأصل : عذاب التجليد.
٤ ـ الأبيات للصاحب بن عبّاد ، المولود سنة « ٣٢٦ ه » ، والمتوفّى سنة « ٣٨٥ ه » ، انظر ديوانه ص ٢٦٣ ، ومقتل الخوارزمي : ٢ / ١٥٠ ، ومناقب ابن شهراشوب : ٣ / ٣٢٨ ، والبحار : ٤٥ / ٢٩٢ ، وعوالم العلوم : ١٧ / ٥٨٩.