ومنهم أصحاب اللغه العربّيه وهو أحكمهم.
قال أبو محمد القاسم (١) الحريري في كتابه درّة الغواص (٢) [ وابن فياض في شرح الاخبار ] (٣) : إنّ الصحابه اختلفوا في الموءودة فقال لهم عليّ عليهالسلام : إنّها لا تكون موءودة حتى تاتي عليها التارات السبع.
فقال له عمر : صدقت اطال الله بقاءك أراد بذلك [ المبيّنه ] (٤) بقوله سبحانه : ( وَلَقَد خَلَقنَا الإنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِن طِينٍ ) (٥) إلى آخرها فاشار الي أنّه [ اذا ] (٦) استهل بعد الولادة ثم دفن فقد وُئد. (٧)
ومنهم الوعّاظ وليس لأحد من الامثال والعبر [ والمواعظ ] (٨) والزواجر ما له ، نحو قوله : من زرع العدوان حصد الخسران ، من ذكر المنيّه نسي الاُمنيّه من قعد به العقل قام به الجهل ، يا أهل الغرور ما ألهجكم بدار خيرها زهيد ، وشرّها عتيد ونعيمها مسلوب ، [ وعزيزها منكوب ] (٩) ومسالمها محروب ، ومالكها مملوك ، وتراثها متروك ، وصنّف عبدالواحد الآمدي كتاب غرر الحكم (١٠) على حروف المعجم من كلامه عليهالسلام.
ومنهم الفلاسفه وهو ارجحهم عليهالسلام.
____________
١ ـ كذا الصحيح وفي الاصل : أبوالقاسم.
وهو ابو محمد القاسم بن علي الحريري ، منسوب الي صناعه الحرير او بيعه ، ولد قرب البصرة سنة ٤٤٦ ه ، وتوفي فيها سنة ٥١٦ ه ، « مقدمة كتاب : درّة الغواّص في أوهام الغواصّ ».
٢ ـ درّة الغواّص : ٨.
٣ و ٦ و ٨ و ٩ ـ من المناقب.
٤ ـ من المناقب. وفي درّة الغواّص : واراد عليّ عليهالسلام السبع طبقات الخلق السبعه المبيّنه في قوله تعالي.
٧ ـ قصد عليهالسلام بذلك أن يدفع قولَ من توهم أن الحامل إذا اسقطت جنينها بالتداوي فقد وأدَته.
١٠ ـ غرر الحكم ودرر الكَلِم جمعه عبد الواحد بن محمد الآمدي التميمي المتوفي سنة « ٥١٠ » ه.