ونتيجة لهذه السياسة التي اتبعها الهادي مع العلويين اشتد خوفهم وكثر من يطلبهم ، لذلك لجأت الشيعة إلى الحسين بن علي بن الحسن « وكان له مذهب جميل وكمال مجد » فدعوه إلى الخروج وكان الحسين بن علي يرى رأيهم ولكنه لا يجد ناصراً فبايعه عدد كبير من الشيعة اول الأمر لكنهم تفرقوا فيما بعد فلم يوافه منهم إلا أقل من خمسائة رجل (١).
ويرى الأصفهاني أن السبب الذي دفع الحسن إلى الخروج أن والي الهادي على المدينة عبد العزيز بن عبد الله من أولاد عمر بن الخطاب قد أساء معاملة الطالبيين وأفرط في التحامل عليهم حتى أنه أخذ من كل واحد منهم بكفالة قريبه ونسيبه (٢).
وفشلت ثورة الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي فقتل يفخ وانهزم من كان معه وهرب خاله إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن وكان قد خرج معه فصار إلى المغرب ، فاجتمعت عليه كلمة أهلها (٣).
ومن هنا تظهر أهمية وقعة فخ لأن إدريس استطاع أن يكون دولة الأدراسة (٤).
وبالرغم من الشدة التي اتبعها الهادي مع العلويين إلا أنه غضب على موسى بن عيسى الذي أرسله لمواجهة الحسين بن علي وصادر أمواله ، كما أنه عاقب الذين أتوه برأس الحسين فلم يثيبهم بشي ء (٥).
ولما ولي الرشيد الخلافة حاول اتباع سياسة اللين مع العلويين فقد « بذل الأمان للطالبيين وأخرج الخمس لبني هاشم » (٦) كما رفع الحجر عمن كان منهم ببغدا سنة ١٧١ هـ وسيرهم إلى المدينة ما عدا العباس بن
__________________
(١) اليعقوبي ج ٣ ص ١٣٧.
(٢) الأصفهاني : مقاتل الطالبين ص ٤٤٣.
(٣) اليعقوبي : التاريخ ج ٣ ص ١٣٧.
(٤) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج ١٠ ص ٢٤ ـ ٣٢.
(٥) المسعودي : مروج الذهب ج ٣ ص ٣٣٧.
(٦) المقدسي : البدء والتاريخ ج ٦ ص ١٠١.