الموكّل بحراستها ، والاستجابة للداعى : إجابته ، والإسلام : الإذعان والخضوع والانقياد :
المعنى الجملي
بعد أن ذكر عز اسمه فى بدء السورة قولهم فى القرآن : إنه سحر مبين ، وأنهم يستغشون ثيابهم كى لا يسمعوه ـ قفّى على ذلك بذكر تكذيبهم للرسول صلى الله عليه وسلم والقرآن وبيان أن همه وحزنه صلى الله عليه وسلم قد بلغ من كلامهم كل مبلغ ، ثم أعقبه بتحدّيه لهم بالقرآن كى يأتوا بعشر سور مثله ، حتى إذا ما عجزوا علم أنه وحي من عند الله.
روى عن ابن عباس أن الآية نزلت حين قال رؤساء مكة : يا محمد اجعل لنا جبال مكة ذهبا إن كنت رسولا ، وقال آخرون : ائتنا بالملائكة يشهدون بنبوّتك فقال لا أقدر على ذلك.
الإيضاح
(فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ) أي أفتارك أنت أيها الرسول بعض ما يوحى إليك ، مما يشقّ سماعه على المشركين من الأمر بالتوحيد والنهى عن الشرك والإنذار والوعيد لهم ، والنعي على معبوداتهم وتسفيه أحلامهم ، وضائق به صدرك أن تبلّغهم إياه كما أنزل.
ذاك أنهم كانوا يتهاونون به فيضيق صدره أن يلقى إليهم ما لا يقبلون وما يضحكون منه ، فاستحثه سبحانه على أداء الرسالة وعدم المبالاة باستهزائهم ، وطرح مقالاتهم الساخرة وراءه ظهريا.
وخلاصة ذلك ـ تحمّل أخف الضررين وهو تحمل سفاهتهم ، على ترك بعض الوحى والوقوع فى الخيانة فيه