تفسير المفردات
البدن : واحدها بدنة ، وهى الناقة أو البقرة التي تنحر بمكة ، وتطلق على الذكر والأنثى ، وشعائر الله : أعلام دينه التي شرعها لعباده ، صوافّ : أي قائمات قد صفت أيديهن وأرجلهن ، واحدها صافة ، وجبت جنوبها : أي سقطت جنوبها على الأرض ويراد بذلك زهقت أرواحها وفقدت الحركة ، القانع : أي الراضي بما عنده وبما يعطى من غير مسألة ، قال لبيد :
فمنهم سعيد آخذ بنصيبه |
|
ومنهم شقىّ بالمعيشة قانع |
والمعترّ :
أي المتعرض للسؤال ، المحسنين : أي المخلصين فى كل ما يأتون وما يذرون في أمور دينهم.
المعنى الجملي
بعد أن حث سبحانه على التقرب بالأنعام كلها ، وبين أن ذلك من تقوى القلوب ، خص من بينها الإبل ، لأنها أعظمها خلقا ، وأكثرها نفعا ، وأنفسها قيمة.
الإيضاح
(وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) امتن سبحانه على عباده بأن خلق لهم البدن وجعلها من شعائره ، فتهدى إلى بيته الحرام ، بل جعلها أفضل ما يهدى إليه.
وإطلاق البدنة على البعير والبقرة هو قول معظم أئمة اللغة وهو مذهب أبى حنيفة وقول عطاء وسعيد بن المسيّب من التابعين ، وروى عن بعض الصحابة فقد أثر عن ابن عمر رضى الله عنهما : لا تعلم البدن إلا من الإبل والبقر.