قفى على ذلك بتوبيخهم على عدم تدبرهم الآيات المنصوبة فى الكون الدالة على التوحيد : ولفت أنظارهم إلى أنه لا ينبغى عبادة الأصنام والأوثان ، فإن الإله القادر على مثل هذه المخلوقات لا يعبد سواه من حجر أو شجر لا يضر ولا ينفع.
الإيضاح
اعلم أنه سبحانه ذكر أدلة ستة تثبت وجود الخالق الواحد القادر ، لو تدبرها المنصفون ، وعقلها الجاحدون ، لم يجدوا مجالا للإنكار ، ولا سبيلا إلى الجحد :
(١) (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) أي ألم يعلم الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا مرتوقتين : أي ملتحمتين متصلتين ، ففصلناهما وأزلنا اتحادهما.
وهكذا يقول علماء الفلك حديثا ، إذ يثبتون أن الشمس كانت كرة نارية دائرة حول نفسها ملايين السنين ، وفى أثناء سيرها السريع انفصلت منها أرضنا والأرضون الأخرى وهى السيارات من خط الاستواء الشمسى ، فتباعدت عنها ، وما زالت أرضنا دائرة حول نفسها وحول الشمس على نظام خاص بحكم الجاذبية.
قال الأستاذ عبد الحميد سماحة وكيل المرصد الملكي المصري : إن النظرية الحديثة فى كيفية مولد الأرض وأخواتها الكواكب السيارة من الشمس ، هى افتراض اقتراب نجم كبير من الشمس فيما مضى من الزمن اقترابا كافيا ، فجذب من سطحها كتلة لم تلبث أن انفصلت من الشمس على شكل منهم مدبب الطرفين سميك فى الوسط ، ثم تكثفت هذه الكتلة فى الفضاء البارد إلى كتل منفصلة ، وبقيت هذه الكتل التي تمثل الأرض وأخواتها الكواكب السيارة تدور بفعل الجاذبية للشمس فى مدارتها حولها بلا انقطاع ، وانطفأ نورها لأن كتلها كانت أصغر من أن تحتفظ بصفتها الأصلية قبل الانفصال وهو إشعاع الضوء فالكواكب السيارة ومنها الأرض لا نراها بضوء يتشعع منها ، بل بضوء