انتشرت شرائعهم فى أقاصى المعمور وكثرة خصبها وأشجارها وثمارها وأنهارها ، فهى أس الخيرات الدينية والدنيوية معا.
وقد خرج إبراهيم من كوثى من أرض العراق ومعه لوط وسارّة يلتمس الفرار بدينه ، والأمان على عبادة ربه ، حتى نزل حرّان فمكث بها ما شاء الله ، ثم خرج منها وجاء إلى مصر ، ثم رجع إلى الشام ونزل بفلسطين ، وترك لوطا بالمؤتفكة وهى منها مسيرة يوم وليلة.
ثم ذكر سبحانه ما أفاضه من النعم على إبراهيم فقال :
(١) (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً) أي ووهبنا لإبراهيم إسحق ولدا ويعقوب ولد ولد ، عطية منا وفضلا ، لا جزاء مستحقا.
(٢) (وَكُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ) أي وجعلنا كلا من إبراهيم وإسحق ويعقوب مطيعا لربه ، مجتنبا محارمه.
(٣) (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا) أي وجعلناهم أئمة يدعون الناس إلى دين الله تعالى ، وإلى الخيرات بأمرنا وإذننا.
(٤) (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ) أي وأوحينا إليهم فيما أوحينا ، أن افعلوا الطاعات ، واتركوا المحرمات.
(٥ ، ٦) (وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ) أي وأوحينا إليهم ، أن أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ، وقد خصهما بالذكر من بين سائر العبادات ، لأن الصلاة أشرف العبادات البدنية ، والزكاة أفضل العبادات المالية ، والمال شقيق الروح ، ومجموع العبادتين تعظيم الخالق والشفقة على المخلوق.
وبعد أن بين صنوف نعمه عليهم ذكر اشتغالهم بعبادته فقال :
(وَكانُوا لَنا عابِدِينَ) أي وكانوا خاشعين لا يستكبرون عن طاعتنا وعبادتنا ، ولا يخطر لهم ببال سواها.