الجزء السابع عشر
سورة الأنبياء
هى مكية وآيها اثنتا عشرة ومائة.
أخرج البخاري عن ابن مسعود أنه قال : «بنو إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء هن من العتاق الأول وهن من تلادى».
وعن عامر بن ربيعة أنه نزل به رجل من العرب ، فأكرم مثواه ، وكلّم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاءه الرجل فقال : إنى استقطعت رسول الله واديا ما فى ديار العرب واد أفضل ، وقد أردت أن أقطع إليك قطعة تكون لك ولعقبك من بعدك ، فقال عامر : لا حاجة لى فى قطعتك ، نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا ، يريد هذه السورة.
ومناسبتها لما قبلها.
أن السورة السالفة ختمت بأن الناس قد شغلتهم زهرة الدنيا التي جعلها الله لهم فتنة ، وأن الله نهى رسوله أن يتطلع إليها ، وأمره بالصلاة والصبر عليها ، وأن العاقبة للمتقين ـ وبدئت هذه السورة بمثل ما ختمت به السالفة ، فذكر فيها أن الناس غافلون عن الساعة والحساب ، وأنهم إذا سمعوا القرآن استمعوه وهم لاعبون ، وقلوبهم لاهية عنه.