الأذهان ، فلا ضرر في عدم التعرّض ، فتأمّل!
والكلام في صحيحة زرارة وحديد سيجيء.
واعترض على رواية أبي بكر (١) بضعف السند والدلالة.
أمّا الأوّل ، فلأنّ من جملة رجاله عثمان بن عبد الملك ، وهو مجهول.
وأمّا الثاني ، فلأنّ أحدا لم يقل بظاهرها.
وفيه ، أنّ الشهرة كافية لجبر السند الضعيف ، فضلا عن المجهول ، سيّما إذا انضمّ إليها الموافقة للصحاح والمعتبرة الكثيرة ، وخصوصا مع تأييد رفع الحرج والعسر في الدين ، إذ لو لم تطهّر الشمس لزما في الدين كثيرا.
إذ تطيين السطوح والجدران وتعميرهما ، وتعمير كلّ مكان وبنيان لا يكاد يتيسّر غالبا عادة بطين طاهر ، لا يحتاج إلى مطهّر شرعي ، كما لا يخفى على من لاحظ أفنية الدور والفضاء الواقع فيها وحواليها ، أنّها لا تسلم من أبوال الأطفال والحيوانات وأرواثهما ، وغير ذلك من النجاسات مثل الدماء وغيرها.
وكذا الحال في السطوح وما ماثلها ، مع أنّه لا يكاد يتيسّر الغسل بماء الكرّ ، أو غير الكرّ بحيث يحصل التطهير ، مع كون المشهور والأقوى انفعال الغسالة ، كما عرفت وستعرف ، فغسل الكلّ لا يتيسّر ، والاحتراز عن المساورة موجب للحرج ، وكذا تطيين كلّ واحد ممّا ذكر ، وتعميره بطين وآلات طاهرة شرعا قلّما نجده.
بل بالوجدان والعيان نشاهد الانفعال بالنجاسات التي لا تخلو البيوت والدور عنها عادة ، ولا يمكن غسلها أيضا كذلك.
هذا ، مع أنّ كثيرا من البلدان يربّون زروعهم بالعذرة وغيرها من
__________________
(١) وسائل الشيعة : ٣ / ٤٥٢ الحديث ٤١٥٠.