ذكره ابن أبي عقيل (١) ، فقد ظهر لك أنّه مجرّد التوهّم منه ، على أنّها لو كانت من طرق الخاصّة وصحيحة ، لكانت لشذوذها يجب طرحها البتّة. ولو لم تكن شاذّة لوجب طرحها ، لموافقتها للعامّة والتقيّة على حسب ما ظهر لك ، ولو لم يكن أيضا كذلك لوجب طرحها ، لما ورد منهم عليهمالسلام من الأمر بعرض الحديث المروي عنهم على سائر أحاديثهم وأحكامهم (٢) ، فإن خالفها يجب طرحها.
ولو لم يكن كذلك لوجب طرحها ، لما ورد من الأمر بأخذ حديث الأعدل والأفقه والأورع (٣) ، وليس الصحيح الفرضي ، مثل تلك الصحاح الكثيرة التي في غاية الصحّة.
مع أنّه ورد منهم عليهمالسلام «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» (٤) إلى غير ذلك من المرجّحات المنصوصة الموجودة في أخبار الانفعال ، وغير المنصوصة الموجودة فيها.
مع أنّه ورد «إنّ لكلّ صواب نورا» (٥) ، وورد «عليكم بالدرايات دون الروايات» (٦) ، إلى غير ذلك ممّا ورد ، وحقّق في «الفوائد» (٧) وغيره (٨).
على أنّه لو لم يكن كذلك لوجب ردّها إلى ما دلّ على الانفعال ، لصراحة دلالتها وقطعيّتها على ما عرفت وضعف دلالتها ، لأنّ الماء في قوله عليهالسلام : «خلق الله
__________________
(١) نقل عنه العلّامة في مختلف الشيعة : ١ / ١٧٧.
(٢) لاحظ! وسائل الشيعة : ٢٧ / ١٠٦ الباب ٩ من أبواب صفات القاضي.
(٣) لاحظ! وسائل الشيعة : ٢٧ / ١٠٦ الباب ٩ من أبواب صفات القاضي.
(٤) عوالي اللآلي : ٣ / ٣٣٠ الحديث ٢١٤ ، وسائل الشيعة : ٢٧ / ١٦٧ الحديث ٣٣٥٠٦ ، ١٧٣ الحديث ٣٣٥٢٦ :
(٥) الكافي : ١ / ٦٩ الحديث ١ ، أمالي الصدوق : ٣٠٠ الحديث ١٦ ، وسائل الشيعة : ٢٧ / ١٠٩ الحديث ٣٣٣٤٣.
(٦) بحار الأنوار : ٢ / ١٦٠ الحديث ١٢ مع اختلاف يسير.
(٧) الفوائد الحائريّة : ٢١٠ الفائدة ٢٠.
(٨) الرسائل الاصوليّة : ٤٥٨.