المصنّف أيضا.
ومع ذلك الحياض التي يبال فيها لا تأمّل في ظهورها فيما هو أكثر من الكرّ ، لأنّ كلمة «يبال» صيغة مفيدة للاستمرار التجدّدي ، ومع ذلك يكون لون مائه غالبا على لون البول.
مع أنّ الظاهر أنّ المراد من الحياض ، الحياض التي كانت بين مكّة والمدينة ، ولذا أتى باللفظ معرفا باللام.
مع احتمال أن يكون المراد من البول بول غير الآدمي مثل الدّواب ، إذ غير معهود وجود حوض يبول فيه الآدمي مطلقا ، سيّما بالاستمرار التجدّدي ، سيّما وجود حياض كذلك ، سيّما وأن يؤتى معرفا بالألف واللام.
ومع أنّ الحياض التي بين مكّة والمدينة كانت تبول فيه الدوابّ ، وببالي أنّه يظهر من الأخبار إطلاقه على ما يسقى به الدوابّ ، فتتبّع وتأمّل.
قوله : (ومنها الحسن).
هذه حسنة محمّد بن ميسر عن الصادق عليهالسلام (١) ، وهو أقوى ما استدلّ به المصنّف رحمهالله من حيث السند مع أنّه حسن أتى به ردّا على الأخبار الصحاح الصراح ، الموافقة للمشتهر بين الأصحاب المخالفة للعامّة ، إلى غير ذلك ممّا عرفت ، مع ما في دلالتها من الوهن من وجوه.
الأوّل : التصريح بالإتيان بالوضوء مع الغسل المنادي بكون ذلك تقيّة ، كما أشرنا إليه.
الثاني : عدم دلالة لفظ «القذر» على النجاسة الاصطلاحيّة لا بالوضع ولا
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٤ الحديث ٢ ، تهذيب الأحكام : ١ / ١٤٩ الحديث ٤٢٥ ، الاستبصار : ١ / ١٢٨ الحديث ٤٣٦ ، وسائل الشيعة : ١ / ١٥٢ الحديث ٣٧٩.