سألوا (١) ، فساده في غاية الوضوح لما عرفت من أنّ المعتبر هو التغيّر الحقيقي الحسّي.
وعلى فرض تحقّق الشكّ فالأصل طهارته حتّى تثبت نجاسته بعنوان اليقين كما نطقت به الأخبار (٢) ، وأفتى به الأخيار (٣).
ومع هذا كيف يقول المعصوم عليهالسلام : إذا لم يكن كرّا فهو متغيّر؟ إذ لا شكّ في أنّه من جملة الأكاذيب عرفا إذا كان المراد نفس التغيّر لا الحكم الشرعي.
مع أنّه أقصى ما يكون حصول مظنّة وهم صرّحوا بعدم اعتبار المظنّة ، كما حقّق سابقا وسلّمه المصنّف (٤).
مع أنّ ما ادّعاه من الأغلبيّة فاسد بالوجدان ومشاهدة العيان ، إذ لا يوجد عادة بيتان يكونان على السواء في الاستعمال كمّا وكيفا ، لا عدد الاستعمال ، ولا كمّية مقدار النجاسة الواقعة في الماء ، ولا كيفيّة تلك النجاسة في التغيّر ، إذ ربّما يكون أشدّ ، وربّما يكون أضعف ، وربّما يكون أوسط ، بعنوان تشكيك لا حدّ له ولا ضبط.
مع أنّ الغالب حصول التغيّر من المتنجّس أو بضميمة متنجّس ومدخليّته ، لا نفس نجس العين الخالص.
وأمّا التغيّر من النجس العين خالصا من دون إعانة شيء آخر فيه أصلا ممّا لا يكاد يتحقّق في الاستعمالات.
وسيجيء أنّ التغيّر الحسّي الحقيقي من المتنجّس غير موجب للنجاسة ،
__________________
(١) الوافي ٦ / ٣١ و ٣٢ مع اختلاف يسير.
(٢) انظر! وسائل الشيعة : ١ / ١٣٣ الحديث ٣٢٣ و ١٣٤ الحديث ٣٢٦.
(٣) انظر! الحدائق الناضرة : ٥ / ٢٥٥.
(٤) راجع! الصفحة : ٢٥ من هذا الكتاب.