فيه الحياة ثمّ مات لأنّه ميتة ، وكذا إذا لم تذكّ امّه.
وأمّا إذا لم يحل فيه الحياة بعد ، سواء ذكّيت امّه أم لا ، فالظاهر أنّه نجس عند الفقهاء ، داخل في حكم الميتة ، وأمّا إذا كان دما أو علقة فقد مضى حكمه (١).
هذا كلّه إذا كان ممّا له نفس سائلة ، وأمّا إذا كان ممّا ليس له نفس سائلة فقد مرّ (٢) ، وظهر منه أنّه طاهر.
ومثل ما نسب إلى الجعفي رحمهالله من قوله بحلّية بعض الفقاع ولازمه القول بالطهارة أيضا (٣) ، وهو شاذّ لا عبرة به ، لعموم ما دلّ على الحرمة ، إلّا أن يكون مراده قبل الغليان ، ولما ورد في بعض الأخبار من حلّيته (٤).
فالظاهر أنّه ليس بفقاع حقيقة ، بل مجازا مشارفة.
ومثل موضع عضّ كلب الصيد ، فإنّ الشيخ رحمهالله حكم بطهارته (٥) ، لعموم (فَكُلُوا مِمّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ) (٦) وغيره.
وفيه : منع تبادر العموم المذكور ، وعلى تقدير التسليم ما دلّ على نجاسته أيضا عام أقوى ، ولذا يكون فم هذا الكلب نجس العين ، ولو باشر الماء أو غيره ممّا دلّ العمومات على طهارته يصير متنجّسا جزما عنده لازم الاجتناب.
ومثل ما قال الصدوق رحمهالله : من رشّ ما أصابه كلب الصيد برطوبة ، وغسل ما أصابه غيره (٧).
__________________
(١) راجع! الصفحة : ٤٤١ و ٤٤٢ (المجلّد الرابع) من هذا الكتاب.
(٢) راجع! الصفحة : ٤٣٩ و ٤٤٠ (المجلّد الرابع) من هذا الكتاب.
(٣) نسبه الشهيد في ذكرى الشيعة : ١ / ١١٥.
(٤) وسائل الشيعة : ٢٥ / ٣٨١ و ٣٨٢ الحديث ٣٢١٨٠ ـ ٣٢١٨٢.
(٥) الخلاف : ٦ / ١٢ المسألة ٨.
(٦) المائدة (٥) : ٤.
(٧) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٤٣ ذيل الحديث ١٦٧ نقل بالمعنى.