وصحيحة ذريح عنه عليهالسلام أنّه قال له : «صلّ الجمعة بأذان هؤلاء فإنّهم أشدّ شيء مواظبة على الوقت» (١) مع أنّ مشروعيّة الأذان للتعويل ، ولعلّ الأعصار السابقة كانوا يعتمدون ، مع أنّه عليهالسلام قال : «المؤذّن مؤتمن» (٢).
وأمّا ما دلّ على جواز التعويل على أصوات الديوك عند تجاوبها فقد رواه في «الفقيه» (٣) معتمدا عليه فلاحظ! ومال إلى العمل بها الشهيد في «الذكرى» (٤) أيضا ، مع أنّ سند بعض تلك الأخبار قويّة غاية القوّة ، فليلاحظ!
وبالجملة ، الأقوى قول المشهور ، والأحوط ما قاله ابن الجنيد ، والله يعلم.
بل في الحسن بـ ـ إبراهيم بن هاشم ـ عن ابن أبي عمير ، عن أبي عبد الله الفرّاء ، عن الصادق عليهالسلام قال : قال رجل من أصحابنا : ربّما اشتبه الوقت علينا في يوم غيم ، فقال : «تعرف الطيور التي عندكم بالعراق يقال لها : الديكة»؟ قلت : نعم ، قال : «إذا ارتفعت أصواتها وتجاوبها فقد زالت الشمس» رواه الكليني والشيخ رحمهالله (٥).
قوله : (ولو انكشف). إلى آخره.
هذا متفرّع على المذهب المشهور ، إذ على رأي ابن الجنيد ومن مال إليه من المتأخّرين تكون صلاة الظانّ باطلة لعدم الامتثال وعدم تأتّي قصد القربة التي هي
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ١٨٩ الحديث ٨٩٩ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٨٤ الحديث ١١٣٦ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٣٧٨ الحديث ٦٨٤١.
(٢) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٨٢ الحديث ١١٢١ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٣٧٨ الحديث ٦٨٤٢.
(٣) من لا يحضره الفقيه : ١ / ١٤٣ الحديث ٦٦٨.
(٤) ذكرى الشيعة : ٢ / ٣٩١.
(٥) الكافي : ٣ / ٢٨٤ الحديث ٢ ، من لا يحضره الفقيه : ١ / ١٤٣ الحديث ٦٦٨ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٥٥ الحديث ١٠١٠ ، وسائل الشيعة : ٤ / ١٧١ الحديث ٤٨٢٥ مع اختلاف يسير.