«العلل» ، عن الفضل بن شاذان ، عن الرضا عليهالسلام في علّة رفع اليدين في التكبير ، أنّ في وقت رفع اليدين إحضار للنيّة وإقبال القلب على ما قال وقصد ، لأنّ الفرض من الذكر إنّما هو الاستفتاح ، وكلّ سنّة فإنّها تؤدّى على جهة الفرض ، فلما أن كان في الاستفتاح الذي هو الفرض رفع اليدين ، أحبّ أن تؤدّى السنّة على جهة الفرض (١) ، انتهى.
إذ هذا ينادي بأنّ إحضار النيّة عند تكبيرة الافتتاح كان مرعيا في زمانه عليهالسلام ، ظاهر اللزوم ، بحيث جعل علّة رفع اليدين تحقّق الإحضار الظاهر المعلوم ، ويكون ذلك كاشفا عن صحّة ما ادّعي من الإجماع على لزوم المقارنة لإحضار النيّة للتكبيرة ، لكن لا بنحو يوجب الوسواس ، لأنّ المقارنة في غاية الصعوبة ، بل القلب ما لم يرفع اليد عن الإخطار لا يتيسّر له الإتيان بالتكبيرة ، فالمقارنة مقارنة عرفيّة سهلة سمحة ، لا حقيقية صعبة.
وربّما يؤيّده ويشير إليه وقوع النزاع بين الشيعة وأهل السنّة في كون النيّة مجرّد أمر قلبي أو يجب أن يضاف إليه النطق اللساني أيضا ، أو يستحب ذلك ، فالشيعة بأجمعهم على الأوّل (٢) ، وبعض الشافعيّة على الثالث (٣) ، وآخرون من فقهاء العامّة على الثاني (٤).
وممّا ذكر ظهر عدم جواز التلفّظ بالنيّة ، باعتقاد مشروعيّته ، لما عرفت من كونه بدعة من العامّة ، والبدعة حرام جزما ، لكونها ضلالة ، وكون كلّ ضلالة
__________________
(١) علل الشرائع : ١ / ٢٦٤.
(٢) لاحظ! تذكرة الفقهاء : ٣ / ١٠٠.
(٣) مغني المحتاج : ١ / ١٥٠.
(٤) المجموع للنووي : ٣ / ٢٧٧ ، فتح العزيز : ٣ / ٢٦٣.