فظهر من كلامهما مضافا إلى الأخبار ـ مثل صحيحة زرارة (١) وصحيحة حمّاد (٢) ـ ورود هذين الصحيحين على التقيّة.
ومرادي من صحيحة حمّاد ، هي الصحيحة المشهورة المستجمعة للآداب ، الخالية عن ذكر رفع اليد عند رفع الرأس عن الركوع ، مع ذكره عند تكبيرة الركوع وتكبيرة السجود جميعا ، ومن صحيحة زرارة هي الصحيحة المشهورة المستجمعة للآداب (٣).
وصحيحته الاخرى عن الباقر عليهالسلام قال : «إذا أردت أن تركع فقل وأنت منتصب : الله أكبر ـ إلى أن قال ـ ثمّ ترفع يديك بالتكبير وتخرّ ساجدا» (٤) ، ولم يذكر فيها رفع اليد به لرفع الرأس عن الركوع أصلا ، كما أنّ الحال في المشهورة المستجمعة أيضا كذلك.
وصحيحة حمّاد في غاية الظهور في عدم استحباب الرفع للقيام من الركوع ، وصحيحتا زرارة فيهما ظهور ما أيضا.
ويتقوّى الظهور في الكلّ بملاحظة الإجماعين المنقولين وفتاوى الفقهاء ، وأنّ القائل باستحبابه جماعة من العامّة مع احتمال القول بأنّ عدم الذكر في الصحاح لا يدلّ على عدم الاستحباب ، لاحتمال كون استحبابه ضعيفا ليس بمرتبة استحباب الرفع لتكبيرة الافتتاح وتكبيرة الهويّ إلى السجود والركوع ، وكذا الحال في الفتاوى والإجماع المنقول ، لكن لا بدّ من تأمّل في ذلك.
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٣٣٤ الحديث ١ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٨٣ الحديث ٣٠٨ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤٦١ الحديث ٧٠٧٩.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ١ / ١٩٦ الحديث ٩١٦ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٨١ الحديث ٣٠١ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٤٥٩ الحديث ٧٠٧٧.
(٣) وسائل الشيعة : ٥ / ٤٦١ الحديث ٧٠٧٩.
(٤) الكافي : ٣ / ٣١٩ الحديث ١ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٧٧ الحديث ٢٨٩ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٢٩٥ الحديث ٨٠٠٨.