لكن ورد في الإمام أنّه يجزيه تكبيرة واحدة ، لأنّه معه ذا الحاجة والضعيف والكبير (١) ، وإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان أتمّ الناس صلاة وأوجزهم ، كان إذا دخل في صلاته قال : «الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم» (٢).
فظهر أنّ غير الإمام لا يجزيه الواحدة ، وهو محمول على عدم الإجزاء في الفضيلة ، للإجماع بل الضرورة والأخبار المتواترة في إجزاء الواحدة ، منها الصحاح السابقة ، فظهر أنّ الإمام يجزيه الواحدة في الفضيلة أيضا.
بل ربّما كان الأفضل بالنسبة إليه الاقتصار على واحدة ، إلّا أن يعلم عدم مانع من طرف المأمومين أصلا.
وفي حسنة الحلبي السابقة : إذا افتتحت الصلاة فارفع كفّيك ثمّ ابسطهما بسطا ، ثمّ كبّر ثلاث تكبيرات ، ثمّ قل : «اللهمّ أنت الملك الحقّ المبين لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي ذنبي إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت».
ثمّ كبّر تكبيرتين ، ثمّ قل : «لبّيك وسعديك ، والخير في يديك ، والشرّ ليس إليك ، والمهدي من هديت ، لا ملجأ منك إلّا إليك ، سبحانك وحنانيك ، تباركت وتعاليت ، سبحانك ربّ البيت».
ثمّ كبّر تكبيرتين ، ثمّ تقول : «(وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) عالم الغيب والشهادة ، حنيفا مسلما (وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ، (إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ) وأنا من المسلمين» ، ثمّ تعوّذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثمّ اقرأ فاتحة الكتاب (٣).
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٣١٠ الحديث ٤ ، علل الشرائع : ٣٣٣ الحديث ١ ، وسائل الشيعة : ٦ / ١١ الحديث ٧٢١٣.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٠٠ الحديث ٩٢١ ، وسائل الشيعة : ٦ / ١١ الحديث ٧٢١٥.
(٣) الكافي : ٣ / ٣١٠ الحديث ٧ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٦٧ الحديث ٢٤٤ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٢٤ الحديث ٧٢٤٧ مع اختلاف يسير.