نقل عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اللهمّ اغفر للمؤذّنين» (١).
أقول : هذه الأخبار دالّة على اشتراط الإيمان أيضا ، كما لا يخفى.
ثمّ احتمل أن يصير بمجرّد تلفّظه بالشهادتين مسلما ، كما اختاره في «التذكرة» (٢) ، لأنّ الشهادة صريح في الإسلام.
وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أمرت أن أقاتل الناس حتّى يقولوا : لا إله إلّا الله» الحديث (٣).
ثمّ اختار العدم ، كما اختاره جماعة منهم الشهيدان (٤) ، لأنّ الشهادتين في الأذان لم يوضع للإخبار عن الاعتقاد ، ولذا يجوز لمن ذهل عن معناه ، إذ لم يعرفه ـ إلى أن قال ـ وعلى التقديرين لا يعتدّ بأذانه ، لوقوع أوّله حال الكفر (٥) ، انتهى ، وهو جيّد.
ولعلّ نظر من اكتفى بالإسلام إلى مثل صحيحة ذريح عن الصادق عليهالسلام أنّه قال له الصادق عليهالسلام : «صلّ الجمعة بأذان هؤلاء فإنّهم أشدّ شيء مواظبة على الوقت» (٦).
وصحيحة حمّاد عن [محمّد بن] خالد القسري عنه عليهالسلام أنّه قال له : أخاف أن نصلّي يوم الجمعة قبل أن تزول الشمس ، فقال : «إنّما ذاك على المؤذّنين» (٧).
__________________
(١) مستدرك الوسائل : ٤ / ٢٢ الحديث ٤٠٨٠ ، سنن أبي داود : ١ / ١٤٣ الحديث ٥١٧.
(٢) لم نعثر عليه في مظانّه ، لكن نقل عنه في روض الجنان : ٢٤٢.
(٣) عوالي اللآلي : ٢ / ٢٢٤ الحديث ٣٧ ، مستدرك الوسائل : ١٨ / ٢٠٩ الحديث ٢٢٥١٩.
(٤) ذكرى الشيعة : ٣ / ٢١٧ ، روض الجنان : ٢٤٢.
(٥) ذخيرة المعاد : ٢٥٤.
(٦) من لا يحضره الفقيه : ١ / ١٨٩ الحديث ٨٩٩ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٨٤ الحديث ١١٣٦ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٣٧٨ الحديث ٦٨٤١.
(٧) تهذيب الأحكام : ٢ / ٢٨٤ الحديث ١١٣٧ ، وسائل الشيعة : ٥ / ٣٧٩ الحديث ٦٨٤٣.