ويدلّ على الأوّل مضافا إلى الإجماعات الكثيرة غاية الكثرة مع الفتاوى كصحيحة جميل عن الصادق عليهالسلام قال : «إذا كنت خلف إمام فقرأ الحمد ففرغ من قراءتها ، فقل أنت : الحمد لله ربّ العالمين ، ولا تقل : آمين» (١).
وقويّة الحلبي عن الصادق عليهالسلام أنّه قال له عليهالسلام : أقول إذا فرغت من فاتحة الكتاب : آمين؟ قال : «لا» (٢).
بل هذه أيضا صحيحة ، إذ ليس في طريقها من يتوقّف فيه سوى محمّد بن سنان ، وقد أثبتنا في الرجال أنّه ثقة (٣).
مع أنّ المحقّق رواها أيضا عن جامع ابن أبي نصر ، عن عبد الكريم ، عن محمّد الحلبي (٤).
وصحيحة معاوية بن وهب أنّه قال للصادق عليهالسلام : أقول : آمين إذا قال الإمام (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضّالِّينَ) ، فقال : «هم اليهود والنصارى» (٥).
وهذه تنادي بأعلى صوت بعدم رضاه عليهالسلام بهذا القول فيه إلى حدّ ، ألجأه إلى أن قال ما قال ولم يرخّص.
وليس ذلك إلا لكون العامّة شعارهم ذلك ، ففي كلامه يكون القائل هو
__________________
(١) الكافي : ٣ / ٣١٣ الحديث ٥ ، تهذيب الأحكام : ٢ / ٧٤ الحديث ٢٧٥ ، الاستبصار : ١ / ٣١٨ الحديث ١١٨٥ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٦٧ الحديث ٧٣٦٢.
(٢) تهذيب الأحكام : ٢ / ٧٤ الحديث ٢٧٦ ، الاستبصار : ١ / ٣١٨ الحديث ١١٨٦ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٦٧ الحديث ٧٣٦٤.
(٣) تعليقات على منهج المقال : ٢٩٨.
(٤) المعتبر : ٢ / ١٨٦.
(٥) تهذيب الأحكام : ٢ / ٧٥ الحديث ٢٧٨ ، الاستبصار : ١ / ٣١٩ الحديث ١١٨٨ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٦٧ الحديث ٧٣٦٣.