اليهود والنصارى.
وعلى فرض عدم التعريض فلا شكّ في اضطراره في الجواب بما لا ربط له بسؤال السائل ، مع أنّ الأظهر هو الربط وعرفته.
ويدلّ عليه أيضا صحيحة جميل عن الصادق عليهالسلام : عن قول الناس في الصلاة جماعة حين يقرأ فاتحة الكتاب : آمين ، قال : «ما أحسنها ، واخفض الصوت بها» (١).
فإنّ قوله : «ما أحسنها» إن جعل أفعل التعجّب يصير ، دالّا على غاية حسنها ، وهو خلاف إجماع الشيعة والروايات الكثيرة المعمول بها عندهم ، والإجماعات الوافرة ، والفتاوى المتظاهرة المتكاثرة.
مع كون العامة يقولون بحسنها (٢) ، وورد في كثير من الأخبار أنّهم ما هم من الحنيفيّة في شيء ، وأنّ الرشد في خلافهم (٣) ، إلى غير ذلك.
مع أنّه ورد في الرواية الصحيحة في علّة الأذان والصلاة أنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في العرش لمّا فرغ من الحمد قال : الحمد لله ربّ العالمين (٤).
فظهر منه أنّ الأصل وضع الصلاة على ذلك فلا حظ ، مع أنّه لا وجه لقوله : «واخفض بها» لأنّه لو كان في غاية الحسن فلم وجب خفض الصوت بها؟ بل ناسبه رفعه ، مع أنّ خفض الصوت بها ربّما يوجب الضرر والشر ، وفيه خلاف التقيّة ، فكيف يأمره بذلك؟ والعامّة يجهرون غاية الإجهار.
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ٢ / ٧٥ الحديث ٢٧٧ ، الاستبصار : ١ / ٣١٨ الحديث ١١٨٧ ، وسائل الشيعة : ٦ / ٦٨ الحديث ٧٣٦٦.
(٢) المغني : ١ / ٢٩٠ ، المجموع للنووي : ٣ / ٣٦٨.
(٣) لاحظ! وسائل الشيعة : ٢٧ / ١٠٦ الحديث ٣٣٣٣٤ ، ١١٩ الحديث ٣٣٣٦٥.
(٤) علل الشرائع : ٣١٢ الحديث ١.